يبدو أن كل من الجزائر و اسبانيا يعرفان قلقا متزيدا ازاء النهضة العسكرية الأخيرة للمغرب، فالإسبان أيضا يتملكهم الشعور نفسه، وإن حاولوا عبثا التعبير عنه على شكل إعجاب.
ويجد التخوف الإسباني مرده، وفق عدد من المختصين، في أن المملكة قد صارت “قوة إقليمية”، وبالتالي فقد صارت تزاحم مدريد على المجال المتوسطي، وأضحت تقف في وجهها الند بالند، مستفيدة من ذلك بتحالفاتها الأخيرة الناجحة.
كما ومما يثبت هذا التخوف، هو ما تتطرق له وما تزال وسائل الإعلام الإسبانية، والتي لا تدع الفرصة تمر، إلا وتحدثت عن حجم قوة المغرب العسكرية تارة، وعن الصفقات القادمة المحتملة تارة أخرى، هذا دون إغفال هوس المقارنة بين البلدين، وحسابات الربح والخسارة بينهما.
وكان آخر ما أورده الإعلام الإسباني، ما جاء في صحيفة “الإسبانيول”، التي أبدت إعجابها بالصواريخ المغربية الجديدة المكونة لدرعه الجوي، والتي ذكرت أنها قادرة على إسقاط 8 أعداء دفعة واحدة، وعلى حدود 200 كيلومتر.
واعتبرت الصحيفة ذاتها، أن النهضة العسكرية التي تعيشها الرباط، أصبحت مصدر قلق لمدريد، التي ترى جارتها الجنوبية تحصل على منظومة أسلحة عالمية عالية الجودة، ساهمت في زيادة قوتها، وصارت تبشرها بمستقبل واعد.
وأشادت بالدرع الجوي الذي اقتنته المملكة أخيرا، قبل أن تُضيف “يتألف الدرع الجوي المغربي حاليا من زوجين من أنظمة أرض جو صينية، وعلى الرغم من أن الأول قد جرى الحصول عليه سنة 2017، إلا أن دمج الثاني معه قد أحدث فارقا كبيرا”.
كما وصفت الوقع الذي اختاره المغرب لبناء قاعدة للدفاع الجوي، بالاستراتيجي، وقبل أن تتابع “بهذا الموقع ومع مراعاة نطاق نظام FD-2000B، سيتمكن الجيش المغرب من القضاء على أي تهديد، ومع تغطية رادارية يمكن أن تتجاوز الحدود مع إسبانيا”.
وأفادت “الإسباينول” أن التقنية التي حصلت عليها المملكة، تمكنت من نقش اسمها كأحد أفضل البدائل في قطاع النظم المضادة للطائرات عبر العالم، وعزت ذلك لكونها تستخدم أحدث القذائف التي تشمل التوجيه الذاتي أثناء الطيران، مما يزيد من احتمالية إصابة الأهداف.
ولفتت أنه وبالرغم من محدودية التغطية بالهجمات التي تبلغ 200 كيلومترات، فإن النظام المغربي المضاد للطائرات قادر على الرصد على مدى 280 كيلومترات، الأمر الذي يسمح للرادارات ونظم التتبع بدراسة مسارات التهديدات قبل وقت كاف وتنفيذ الهجوم بأفضل طريقة ممكنة.
وأشارت أنه للقيام بذلك، لدى FD-2000B نظام بيئي كامل للغاية يتألف من أنواع مختلفة من الرادارات، يمكنها عبر استعمال رادار واحد فقط، من تغذية عدة مركبات إطلاق بمعلومات، يمكن أن ترسل ما يصل إلى 8 قذائف في الجو، لمهاجمة 8 أهداف في الوقت نفسه.
وبالإضافة إلى المغرب التي تمتلك هذه التقنية، أوردت “الإسبانيول” أن البلدان الوحيدة التي تمكنت الصين من تصدير نظامها FD-2000 للدفاع الجوي هي أوزبكستان وتركمانستان، مع إشارتها إلى أن تركيا كانت على وشك الحصول عليها، لولا الضغوط التي مارسها حلف شمال الأطلسي على الصين.
وأبرزت الصحيفة الإسبانية، أن الجزء الرابع والأخير من درع المغرب الجوي، يمر من خلال الحصول على PAC-3 باتريوت، مُضيفة أنه في نونبر الماضي، أذن البنتاغون للمغرب بشراء نظام الدفاع الجوي الأميركي هذا، الذي يفترض أنه سيكون جاهزاً بحلول نهاية عام 2022 أو أوائل عام 2023