عبداللطيف الكامل


بعدما تمكنت الحشرة القرمزية منذ ظهورها لأول مرة بالمغرب من تدمير أعداد كثيرة من نبات الصبار بمختلف مناطق بالمغرب بكل من الرحامنة وإداوتنان واشتوكة وأيت باعمران…حولت هذه الحشرة بوصلتها إلى جماعة أربعاء الساحل بإقليم تيزنيت لتفتك بنبات صبارها وتلتهمه عن آخره.
بل أكثر من ذلك لم تكتف فقط بأن تدمر الصباروتبيده وتكبد مزارعيه خسارة مادية فادحة بل خنقت أنفاس السكان وألحقت بها أضرارا امتدت حتى إلى إفساد وجباتهم الغذائية وخاصة وجبات المساء.
وفي اتصال لهم بالجريدة،عبر سكان هذه الجماعة القروية عن استيائهم من هذا الوضع الذي حول حياتهم اليومية إلى جحيم حين انتقلت الحشرة من تدمير وإبادة نبات الصبار والقضاء عليه،إلى مهاجمة السكان داخل بيوتهم مساءا أثناء تشغيلهم للمصابيح الكهربائية لتخترق بذلك شبابيك النوافذ و الستائر و تتحوم حول الضوء قبل أن تسقط بكثافة على صحونهم ثم تفسد عليهم وجبات عشائهم.
وأضافوا أنهم،وفي ظل هذا الهجوم الكاسح والمكثف،ما كان لهم من خلاص غير الإستسلام للأمر الواقع وترك طبق العشاء بما حمل،بعدما كسته الحشرة القرمزية بلونها المثير للغيثان،ومن ثمة أصبحوا عرضة للهجوم داخل سكناهم كل ليلة بمجرد أن يشغلوا المصابيح لإنارة البيوت والمنازل.
وأمام هذا الوضع الذي وجد فيه السكان محاصرين هذه المرة بهذه الحشرة الخطيرة اضطر معظهم إلى تناول وجبة العشاء قبل موعدها أي قبل حلول الظلام حيث يكونوا ملزمين بتشغيل المصابيح الكهربائية وذلك خشية أن تحرمهم هذه الحشرة مرة أخرى من وجبة العشاء مثلما حرمتهم من ثمار نبات الصبار،وحرمهم بوغابة مؤخرا من أراضيهم بعد تحديدها وتحفيظها علما أنهم يستغلونها في الرعي والزراعة منذ قرون من الزمن.
واليوم يجد سكان هذه الجماعة أنفسهم في حصارمضروب عليهم من قبل الحشرة القرمزية وينتظرون الجهات المعنية وخاصة وزارة الفلاحة للقضاء على هذا العدو الجديد والمدمر الذي نزل عليهم هذه الأيام ضيفا غيرمرغوب فيه،ليحصد بعد ذلك الأخضر واليابس ويزيد من تأزيم معاناتهم،بعدما عانوا منذ سنة من تداعيات كل من الحجر الصحي ومخلفات التحديد الغابوي وهجوم إبل ومواشي الرحل على أراضيهم ومغروساتهم من الأركان والصبار،وما أبقته بطون المواشي التهمته الحشرة القرمزية.
ومن ثمة فوزارة الفلاحة أمام تحديات كبرى للحيلولة دون الفتك بما تبقى من نبات الصبار بهذه الجماعات والجماعات القروية المجاورة سواء بإقليم تيزنيت أو سيدي إفني،للقضاء على انتشار وزحف هذه الحشرة القرمزية ذات الأصل الأمريكي اللاتيني على مورد اقتصادي ومعيشي لساكنة الوسط القروي،بأن تجرب كل أساليبها التقنية والعلمية للحد من خطورتها سواء على السكان أو على البيئة وعلى الطبيعة ومنها نبات الصبار.