النخب السياسية بين مول الشكارة و الاهتمام بالشباب

ومن بين أسباب التردي السياسي وعدم انتاج النخب السياسية، في غالبية التنظيمات السياسية، عدم الاهتمام باليافعين والشباب وفتح لهم الهياكل التنظيمية قصد التكوين وتدرج في المسؤوليات بدء من الجمعيات الموازية الى المرور في الشبيبات الحزبية وفي القطاع الطلابي، وبعد التدرج في المسؤوليات المحلية تنظيميا، واحترام الديموقراطية الداخلية وفتح مجال التكوين، وخلق مفهوم حرارة الإنتماء، والإيمان بالمرجعية السياسية للتنظيم وبالفلسفة الإديولوجية التي يتبناها، قبل أن تعطى له فرصة التحدث باسم الهيئة السياسية التي ينتمي لها أو الترشح بها.

بالإضافة الى اعتماد جل الأحزاب على “مول الشكارة” والتخلي عن المثقفين والمناضلين وأطر الحزب في المحطات الانتخابية ساهمت في قتل المفهوم الحزبي والسياسي وأصبحت سببا رئيسيا في عدم إنتاج نخب سياسية مؤمنة بدورها المتمثل في الدفاع على مصالح المواطن وخدمتهم. إن الممارسة المحلية يجب أن تجيب على المشاكل المتراكمة، والتي تتفاوت من مجال إلى آخر بفعل غياب استثمارات حقيقية في الموارد الذاتية، أو جلب استثمارات وخلق فرص للشغل لإشراك المواطن في مجاله المحلي، وتجاوز عديد المشاكل الناتجة عن عدم بناء تنمية حقيقية.

عجلة التنمية يجب أن تقودها نخبة محلية بقدرات تواصلية تدفع المواطن للثقة في السياسة وانخراطه بوعي ومسؤولية في كل المبادرات
ولعل هذا سيساعد في الانفتاح على نخب سياسية جديدة، أو الاستفادة من الخبرات المحلية، من خلال تفعيل حقيقي للمقاربة التشاركية، بعيدًا عن المزايدات والنزعة الحزبية الضيقة، التي لن تفيد في الإجابة على الرهانات التنموية، وطموح المواطن في العيش الكريم.

أحمد الصلاي رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهةالداخلةوادي الذهب

Exit mobile version