أخبار العرائشسلايدشو

من المسؤول عن حماية غابات اقيم العرائش ؟

اعداد السباعي المهدي– المنسق العام لشبكة الجمعيات المحلية البيئية

لانجاح المخطط الاخضر الذي من بين اهدافه تأمين الغطاء النباتي واحداث غابات جديدة و غرس و تشجير عدد من المناطق المتضررة لوقف التصحر والحد من انجراف التربة ٫والعمل على خلق مشارع بيئية لتنمية هذه المناطق والتشجيع على السياحة القروية والسياحة الجبلية..و أمام هذه الاهداف والمتمنيات الجميلة والرائعة والمهمة لمستقبل البلاد …نتفاجأ بتصريحات من مؤسسة اخرى تظهر عكس ذلك معتمدة على ارقام و احصاءات ميدانية التي قامت بها المندوبية السامية للتخطيط والتي نبهت بكل جرأة ان مدنا عديدة في الوطن تتوسع بشكل افقي على حساب الأراضي الزراعية والمساحات الغابوية ٫كما حذرت من التقلص الحاصل للغابات ببلادنا جراء التقطيع الهمجي لها وهجوم الاسمنة المسلح عليها٫بالاضافة الى إندلاع الحرائق الغابوية التي تكثر في أيام الحر .

نترك التصريحات الرسمية ونتحول الى الإستماع الى نبض الشارع و اقوال الناس الذين وجدناهم قد طرقوا ابواب و مكاتب عديدة٫ يدقون ناقوس الخطر في كل المحافل الرسمية والتجمعات الوطنية ٫منددين بالتدمير الممنهج الذي لحق التراث الغابوي ببلادنا و التراجع الحاصل في مساحاتها ..

هذا بالضبط ما تعاني منه غابات اقليم العرائش بفعل الهجمة الشرسة للوبي العقار و سماسرة الإنتخابات وبعض اعوان السلطة الذين ساهموا في تحويل الغابات المحيطة بالمدينة الى مطارح للنفايات المنزلية ومخلفات البناء والجبص ومرتعا للكلاب الضالة والماشية التي تتغدى على النفايات و ملاذا آمنا لتجار الحطب لإستنزاف خيراتها والقضاء عليها كاملة….

كل هذا الإجرام و التدمير الممنهج هو بعلم المياه و الغابات و السلطة المنتخبة و إدارة الأملاك المخزنية و لا احد يحرك ساكنا وكلهم متفقون على هدف واحد من اجل اقناع الراي العام ان الوعاء العقاري للمدينة اصبح محاصرا بالغابة التي تحبس تمدد المدينة فنجد البحر الاطلسي من جهة الغرب ومستنقعات المنطقة الرطبة ونهر اللكوس من جهة الشمال الشرقي فلم يبقى امامهم الا غابة الصنوبر بالجنوب الغربي للمدينة٫و غابة الفلين بالجنوب الشرقي لها ٫الشيء الذي دفع بهؤلاء المجرمين الى كراء مخربين للتسريع بقطع الغابة والتشجيع على رمي الازبال فيها٫بل تحويلها الى اراضي خالية من الشجر استعدادا للاستفادة منها عقاريا وتجاريا اما بخلق تجزئات سكنية تجارية في المستقبل٫او تحويلها الى حقول بلاستيكية مغطاة للزراعة التصديرية وهذا ما وقع في الغابة خلف الكلية المتعددة الاختصاصات بالعرائش في اتجاه دوار اولاد صخار حيث عمد هؤلاء المجرمون ضد البيئة الى التنكيل بهذه الغابة وقطعها بوحشية امام انظار حراس المياه و الغابات و بايعاز من لوبي العقار و صمت السلطات المحلية منذ مدة طويلة.


وقد اكتشفنا في جولتنا خلف الكلية بعمق500متر ضيعة كبيرة جدا ثم احداثها مؤخرا على حساب الغابة لزراعة توت الارض الفريز ٫كما بدانا نشاهد سياجات شوكية تحاط بمجموعة كبيرة من الاشجار يقال ان مالكيها الجدد في طور التحفيض للاستيلاء عليها بطرق غير شرعية٫كل هذا يقع امام انظار عناصر المياه والغابات تراقب الوضع من بعيد دون تدخل او متابعة٫وكل ما تتوصل به الدولة تقارير المجلس الاعلى للحسابات عن الاختلالات في تدبير القطاع الغابوي.

و من هذا المنبر الاعلامي نحمل المسؤولية لجميع المتدحلين على هذا التدمير للثروة الغابوية والسماح لاشخاص نافدين بالتجارة في خيرات الوطن دون محاسبة٫ و من حق المؤسسة التشريعية التي تراقب الاداء الحكومي ان تتعرف على حقائق الملف هذا٫ وتتاكد من المساحات الغابوية المتآكلة و المغروسات الجديدة٫و الدفع بتشكيل لجان لتقصي الحقائق و المتابعة القضائية و تنوير الرأي العام الوطني و المحلي.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى