في واقعة مفاجئة، هدد طبيب أخصائي في التخدير والإنعاش بمستشفى “سانية الرمل” بتطوان، بوضع حد لحياته أمام زملائه، محددا يوم الإثنين القادم موعدا لتنفيذ تهديده، مشيرا إلى أن سبب خطوته هو “معاناة الأطباء من أجل خدمة المغاربة”.
وقال الطبيب “س.ع” في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك، أمس الجمعة: “أنا نهار الإثنين 27 شتنبر سأضع حدا لحياتي أمام زملائي للرأي العام حتى يعرفون ما نعاني الأمرين لأجل أبناء جلدتنا من المغربيات والمغاربة”، قبل أن يحذف التدوينة لاحقا.
والطبيب المذكور معروف بانتقاده للوضع الصحي والظروف العمل الصعبة التي يعيشها الأطباء والممرضون، خاصة خلال فترة جائحة “كوفيد 19″، حيث سبق أن وجه انتقادات لاذعة إلى مصالح وزارة الصحة بسبب الخصاص في الموارد البشرية وضعف تجهيزات ووسائل العمل.
ويعتبر الطبيب ذاته، وفق تدوينات سابقة له، أن الوضع “المزري” للمنظومة الصحية يضع الطبيب وجها لوجه مع المواطنين، وهو ما دفعه إلى تقديم استقالته من القطاع العام، غير أن وزير الصحة رفع استقالته، بحسب قوله. وفي واقعة حدثت قبل أسابيع، روى الطبيب المذكور قصة وفاة سيدة شابة في حادثة سير، بعدما ناشدته لإنقاذها من الموت من أجل أن تعود إلى طفليها الإثنين، مشيرا إلى أن غياب الأدوية ومعدات التنفس الاصطناعي حال دون إنعاشها، ليتوقف قلبها عن النبض في النهاية.
وأوضح الطبيب حنيها، أن الواقعة أثرت فيه كثيرا ودفعته إلى إعداد تقرير إلى مدير المستشفى والمندوب الإقليمي للصحة، دون أي تجاوب، مشيرا إلى أنه قرر منذ تلك اللحظة عدم السكوت و”فضح كل الممارسات والإشكالات التي تهدد حياة المرضى”.
العمق