موضوع من إعداد لبنى موبسيط
عندما نتحدث مع الأطفال عن التربية الجنسية فنحن نغلق الباب على الشخص ذي النية السيئة من أن يستغلهم أو يهددهم.
لا يمر يوم واحد دون أن تطالعنا الأخبار بحادثة تحرش أو اعتداء جنسي، وفي كثير من تلك الحوادث يكون الضحية مجرد طفل.
ورغم أن الأمهات يبذلن مجهودا كبيرا لحماية أبنائهن من الوقوع في تجربة مؤلمة، يمارس بعضهن دون وعي عددا من الممارسات الخاطئة التي تجعل من الصغار ضحية للمتحرش أو المعتدي الجنسي.
الأسماء الحقيقية لـ “المناطق الحساسة”
تسمية المناطق الحساسة بأسماء غير أسمائها الحقيقية تسهل على المعتدي مهمته. وتلجأ الكثير من الأمهات إلى إطلاق أسماء ذات وقع أخف لوصف المناطق التناسلية للطفل أو مستترة، ويستمر الوضع على ذلك.
ويستغل المعتدي تلك الأسماء ويتقرب من الطفل باعتبارها مزحة أو لعبة، ويمارس جريمته.
حين يتعرض الطفل لمحاولة تحرش ويرفض ملامسة المعتدي لجسده مع نطق اسم العضو بمسماه الحقيقي سيرتعب المعتدي لأنه سيدرك أن الطفل يعلم ما يحدث، ويتراجع لأنه لا يريد إثارة القلق” مضيفة “إذا كان الطفل لا يعرف الاسم الصحيح فسيرتبك ولن يستطيع التحدث بوضوح أو إخبار أهله بما حدث”.
لا تقل لا”
تعتقد بعض الأمهات أن نجاح التربية يتوقف على طاعة الأبناء، وتبذلن كثيرا من الجهد مع الصغار حتى تسمعن كلمة نعم.
ويتعرض الطفل للعقاب النفسي والبدني بسبب رفضه الطاعة، ولا تدرك الأم أنها بذلك قد تحوله إلى ضحية مثالية للمعتدي.
إن الأطفال ما بين 3 و6 سنوات يطيعون الكبار من باب الحب والرغبة في الإرضاء أو الخوف وتجنب العقاب، مضيفة أن إصرار الأهل على طاعة أبنائهم لهم لا يعلّمهم سوى فقدان الثقة بهم والخوف من البالغين بصفة عامة، وهو ما قد يستغله المعتدي وحينها يستجيب الطفل له بدافع الخوف.
وربما يستغل المعتدي خوف الطفل من ذويه ومشاعره السلبية التي نمت تجاههم بسبب محاولة إجباره المستمر على طاعتهم.
تجاهل مساحته الشخصية
العناق والدغدغة من الأم والأب والأجداد رغما عن الطفل أمر سيئ يحرمه حق التحكم في جسده.
لا يحق لأحد أن يلمس الطفل أو يجعله يشعر بعدم الارتياح، من المهم أن تدع طفلك يعرف أن جسده هو جسده. وبنفس القدر من الأهمية، تذكير طفلك أنه ليس لديه الحق في لمس شخص آخر إذا كان لا يريد أن يتعرض للمس.
الثقة المفرطة في الآخرين
من المهم اختيار مقدمي الرعاية لطفلك بعناية ودقة، مع عدم منحهم الثقة المفرطة، سواء كانوا: المدرسين، جليسة الأطفال، السائق، الجيران، الأهل، والأصدقاء وأطفالهم.
لا تدعي طفلك يقضي ساعات طويلة معهم دون أن تتفقديه. فمعظم حوادث التحرش يرتكبها شخص قريب من الدرجة الأولى، أو ليس غريبا عن العائلة.
المبالغة في رد الفعل
غالبا ما تقع الأم في فخ المبالغة في رد الفعل على أخطاء الطفل حتى لو كانت بسيطة.
ربما يفسر ذلك الضغوطات وعبء العمل والرعاية والاهتمام بالأطفال والبيت، لكنه أبدا لا يبرر الفعل.
إذا كسر الطفل شيئا، أو فقد شيئا ما، أو إذا أخطأ، أو حتى إذا كذب بدافع الخوف، أو إذا سرق لأنه لم يستطع السيطرة على رغبة التملك، من حق الأم والأب أن يغضبا وأن يعبرا عن غضبهما بطريقة سليمة، لكن المبالغة في رد الفعل مرة بعد مرة والعصبية الكبيرة ستبني جدارا بينهم وبين أطفالهم يمنعهم من البوح والمصارحة في أي شيء آخر”.
غياب التربية الجنسية
يجهل الكثير من الآباء ضرورة وأهمية التربية الجنسية للطفل التي يتعلم من خلالها عن نفسه وجسده، ويعرف العلاقة الصحية المبنية بينهم على الفهم والعلم والتقبل.
ويعتقد الآباء أن هذه التربية مرادف للممارسة الجنسية، وهو فهم خاطئ يجعلهم يتجاهلون تعليمها لأطفالهم. تؤكد رخا أن التربية الجنسية لا تشجع الطفل على الممارسة أو الاستكشاف الجنسي قبل أوانها، كما يعتقد الآباء، لكنها تفتح باب الحوار والثقة بين الآباء والأطفال، وتجعل الطفل يلجأ لوالديه عند سماع معلومة خاطئة أو عند الرغبة في التأكد من معلومة ما أو عند التعرض لموقف سيئ، لذا من الضروري أن تكون التربية الجنسية مسؤولية الأب والأم معا بغض النظر عما إذا كان الطفل ولدا أو بنتا”.
وأنه عندما نتحدث مع الطفل عن التربية الجنسية فنحن نغلق الباب على الشخص ذي النية السيئة من أن يستغله أو يهدده، فمثل هذه التربية ليست فقط لتعليم الأطفال لكنها أيضا لحمايتهم من الاعتداء والابتزاز.