محمد علي أمسيدر

يعتبر محمد رفيع من خيرة الأطر الرياضية التي تزخر بها مدينة تارودانت .عشق كباقي أبناء تافلاكت رياضة كرة القدم منذ نعومة أظافره وتألق مع فرق تارودانت حيث تدرج في مختلف فئات فريق اتحاد تارودانت (صغار- فتيان- شبان) ليخوض تجربة اللعب مع كبار الاتحاد خلال الموسم 1999-2000.
الرجاء الروداني الفريق الثاني بتارودانت كان وجهة رافع الثانية لستة مواسم، ليغير بعدها استاذ التربية البدنية الوجهة صوب عالم التدريب.
ولأن مهمة التدريب تقتضي التكوين الجيد للإلمام بمتطلباتها وتحقيق النجاح المنشود ،انخرط محمد رافع سنة 2012 في التكوين الذي تنظمه عصبة سوس لكرة القدم لنيل الرخصة د D في التدريب .


طموحه الكبير ورغبته في تطوير زاده التقني والتكتيكي واغناء مكتسباته ومهاراته في الاعداد البدني جعلاه بالإضافة إلى عمله التطبيقي في الميدان يواظب على الاستفادة من الدورات التكوينية التي تهتم بمجال التدريب والتي من ابرزها الدورة التي اشرف عليها المؤطر الدكتور حسن حرمة الله .
سنة 2014 تمكن محمد رفيع ،بعد استفادته من دورة تكوينية من الحصول على رخصة التدريب C CAF .
مسار رفيع في مجال التدريب ابتدأ مع شبان فريقه السابق رجاء تارودانت ،ليلتحق بعد ذلك بفريق أمجاد تارودانت لكرة القدم النسوية الذي خاض معه تجربة ناجحة .
فريق اتحاد تارودانت ، الذي كان يطمح في العودة لأقسام الهواة أنداك، بدوره استفاد من خدمات ابن الدار خلال الموسم الرياضي 2012-2013 .
وجهة رفيع بعد ذلك لم تبتعد كثيرا عن تارودانت ،فقد حط الرحال بقلعة فريق شباب ايت ايعزة وهو الفريق الذي حقق الصعود للقسم الثالث بعصبة سوس لكرة القدم ، ليقضي معه موسما صعبا تخللته نتائج متدبدبة ختمها باحتلال المركز الخامس.


عطاء محمد رفيع مع فريق شباب ايت ايعزة استمر ،حيث استأنس بشكل جيد مع أجواء الفريق وخبر خبايا النادي الذي يتوفر على طاقات شابة ينقصها التكوين الجيد والمتابعة والتوجيه للبصم على مستوى أفضل ،لينجح المدرب في تطويع التركيبة البشرية الكبيرة التي غص بها الملعب البلدي بأيت ايعزة واستطاع إيجاد التشكيلة المناسبة و بناء فريق تنافسي تألق في منافسات القسم الشرفي الممتاز.
محمد رفيع واصل الإبداع بعد أن حط الرحال بفريق فضاء الأخوة المنتمي للقسم الشرفي الثالث خلال الموسم الرياضي 2016-2017، حيث حقق نتائج مبهرة كاد على إثرها الفريق أن يصعد لبطولة القسم الممتاز لولا إخفاقات آخر الدورات .
النجاح رافقه أيضا خلال تجربته بمنطقة الكردان ،حين أشرف على العارضة التقنية لفريق أولمبيك الكردان المنتمي للقسم الشرفي الأول موسم 2017-2018 ،هذه التجربة التي أبانت عن علو كعب المدرب الروداني محمد رفيع، وفيها رسم بمعية تشكيلته الشابة معالم فريق تنافسي لم يسعفه الحظ في كسب ورقة الصعود في الدورة الأخيرة .


خلال الموسمين الرياضيين 2018-2019 و 2019-2020، خاض المدرب محمد رفيع تجربة ثانية بالقسم الشرفي الممتاز، هذه المرة مع فريق أجاكس تارودانت الذي استطاع مقارعة كبار هذا القسم كشباب الخيام ومولودية الجرف واتحاد التمسية ،ليحتل الفريق مراتب متقدمة كان آخرها الرتبة الثانية الموسم الماضي وراء الفريق العريق اتحاد تارودانت .
هذا الموسم، اختار محمد رفيع دخول تجربة الـتأطير بعالم كرة القدم النسوية رفقة فريق رجاء أيت ايعزةARAFF المنتمي للقسم الوطني الاحترافي الأول لكرة القدم النسوية ، فقد وضع الرجل كامل خبرته في سبيل تطوير أداء الفريق ورسم معالم فريق تنافسي يقارع أقوى الفرق على الصعيد الوطني كالجيش الملكي والنادي البلدي للعيون واتحاد اسا الزاك وعين عتيق وغيرهم ،وبالفعل نجح الفريق في البصم على موسم استثنائي محققا انتصارات متتالية مكنته من احتلال المركز الثاني وراء المتزعم الجيش الملكي ،كما حقق الفريق انجازا تاريخيا بوصوله لنصف نهاية كأس العرش والأمــــل معقود على رفيقات العميدة حنان أجبري للوصول لنهاية الكأس الغالي.
المقربون من محمد رافع استخلصوا حب الرجل لعمله وجديته واخلاصه وتفانيه في أداء مهامه على احسن وجه ، فهو يعشق الانضباط في الحصص التدريبية و وحلمه أن يسود الانسجام التام بين كل مكونات الفريق النسوي ،كما أن رؤيته المستقبلية المتفائلة لكرة القدم بالإقليم يعززها انخراطه الفعال في دعم الطاقات الشابة ومنحها فرصة إبراز امكانياتها .

وإذا كانت الذاكرة الرياضية لمدينة ايت ايعزة تحتفظ بأسماء قدمت الشيء الكثير لكرة القدم في مجال التدريب كالمرحوم محمد فرتال في ثمانينيات القرن الماضي وصانع أفراح الAJAS رشيد بنمسعيد ورفيقه الخضير ألمين والعميد سالم حميد والمدرب المخضرم فريد عبد العزيز….، فإن اسم محمد رفيع سينضاف بمداد من ذهب لسجل من صنعوا نهضة رياضية بمدينتنا العزيزة.