تزامنا مع أحداث الكركرات وتدخل القوات المسلحة الملكية، لتأمين المعبر الحدودي، وإعادة حركة مرور البضائع والأشخاص لطبيعتها، وحديث وسائل إعلام دولية عن ما يجري بالمنطقة وأسباب ذلك، اختار ناصر بوشيبة وهو أستاذ جامعي مغربي بالصين، التعريف بقضية نزاع الصحراء باللغة الصينية باعتبار “المهاجرين المغاربة سفراء لبلادهم في كل بقاع العالم”، على حد قوله.
بوشيبة أوضح في تصريحه لـ وسائل الاعلام، بأنه فضل التعريف بقضية الصحراء المغربية، والنزاع المفتعل حولها، في هذه الظرفية، نظرا لأن المغرب، كما بقية دول العالم، كان منشغلاً بمحاربة فيروس كورونا، قبل أن يتفاجأ بتحدي مجموعة من المغرر بهم من مخيمات تندوف للقانون الدولي وبنود وقف إطلاق النار، الموقع سنة 1991، ليقوموا بتعطيل الطريق التجارية بين المغرب وموريتانيا.
وأضاف بأنه المملكة، سعت عبر “كل الوسائل المتاحة إلى ثني هؤلاء عن مغبة التمادي في غيهم، ولكن دون جدوى، فكان التدخل البطولي والحرفي للقوات المسلحة الملكية من أجل تأمين هذا المعبر الذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة للعديد من الدول الصديقة في غرب إفريقيا”، مشيراً إلى أن “بحكم عملي كباحث في معهد السياسة والإدارة العمومية وترأسي لجمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، ارتأيت أن أشارك أصدقائي الصينيين القصة الحقيقية لهذا النزاع المفتعل، مع تقديم تحليل تاريخي للعلاقة التي ربطت الصحراء المغربية بالملوك المغاربة وكيف التف المغاربة حول الراحل الملك الحسن الثاني في ملحمة المسيرة الخضراء من أجل استكمال الوحدة الوطنية”.
وتابع بأن مبادرته لقيت “تفاعلا إيحابيا من طرف الأصدقاء في الصين، بل لمست تعاطفا كبيرا مع قضيتنا، خاصة أن الملك محمد السادس، يحظى بتأييد وإعجاب كبيرين من طرف المواطنين بعد زيارته عام 2016، والتي تم فيها إلغاء التأشيرة للسياح الصينيين الراغبين في زيارة المغرب”، مردفاً بأن التعريف بالمغرب وقضاياه الوكنية، “هو سباق ماراتون نحتاج فيه إلى النفس الطويل والاستمرارية.
ونبه المتحدث ذاته، إلى أن الصينيين لمطالما عانوا، هم أيضا، “من المشاكل الحدودية من مخلفات الاستعمار، كمشكل تايوان، وهونع كونغ، وماكاو، وأرخبيل نانشا في بحر جنوب الصين، الذي كان المغرب من أهم المساندين لمبدأ الصين الواحدة، تحت لواء جمهورية الصين الشعبية الشقيقة”.
واعتبر بوشيبة، على أن “كل مغربي من مغاربة العالم، هو بمثابة سفير فوق العادة لوطنه، لو أتيحت لهم الفرصة ووفرنا لهم الأدوات لقاموا بأدوار طلائعية ليس فقط في قضية الوحدة الترابية، بل في مجال التكنولوجيا وجلب الاستثمارات، وهو ما نحتاجه من أجل تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية”.
وتأسف المتكلم نفسه، على أن مغاربة العالم يفتقرون “للكثير من الأدوات البسيطة، وهنا أستحضر كيف قامت طالبة مغربية برسم علم المغرب عللا ورقة للمشاركة في أنشطة جامعية لأنها لم تستطع الوصول إليه، أو حين أطلقت مبادرة للترويج للخريطة المغربية كاملةً باللغة الصينية، لم أجد خرائط مرجعية، واضطررت إلى مسح الخط الوهمي، الذي يقسم بلادنا بالفوتوشوب”.
يشار إلى أن بوشيبة، المزداد بتاريخ 1976، يتواجد بالصين منذ 1995، حيث أتم دراسته الجامعية بها، متحصّلاً على دكتوراه الدولة في النظريات السياسية تخصص الاستثمار الخارجي الصيني والنماذج التنموية، من جامعة “صن يات صن” بغوانزو.، ليتمكن سنة 2009، من نيل العودة للجامعة من جديد، بصفته أستاذاً لمادة المقاولة.