انتشر مؤخرا مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلاله السلطة المحلية في مناوبة ليلية لمنع مخالفي الحجر الصحي بالمغرب الذي يمنع التجول ابتداء من الساعة الثامنة ليلا إلى حدود السادسة صباحا طيلة شهر رمضان المبارك.
يوضح مقطع الفيديو حاجزا أمنيا يقف عليه مسؤول سلطة، وبعد إيقاف سيارة حمراء اتضح أنها لبنت ضابط أمن، ما جعل المسؤول الأمني يقول لها ” انت بنت الكوميسير ديالنا” ليفتح لها المجال للعبور.
حالة التنافي هذه مع قانون الحجر الصحي الذي يُلزم مخالفيه غرامة مالية، تكرس الطبقية التي لازالت تعشش في المغرب، وخلقت احتقانا طبقيا بين المغاربة ونقاش واسع، حيث علق البعض قائلا، أنه من غير المعقول أن تترك ابنة الكوميسير تصول وتجول ليلا وفي نفس الوقت يتم ايقاف آخرين وتغريمهم مبالغ مالية.
هذا وذهب معلقون آخررون إلى اعتبار ابنة الكوميسير نموذج مصغر لما يقع في المغرب، وما هي إلا حالة تتكرر باستمرار تكون الطبقة الدنيا فيها من يدفع الثمن باستمرار.
تأتي هذه الحادثة متزامنة مع الاحتقانات التي يعيشها المغرب في ليالي رمضان خصوصا ما شهدناه بحي تراست بمدينة إنزكان والدشيرة، حيث تقوم السلطات المحلية بمتابعة شباب في الشوارع لثنيهم عن عدم خرق قانون الحجر الصحي، ما أفضى إلى تراشقات ومقاومة بين الشباب والسلطة، وهو الأمر عينه الذي حدث في عدد من المدن المغربية حيث اقتحمت السلطة مساجد ومنازل كان يصلي فيها الناس جماعة صلاة التراويح، هذه الازدواجية المتناقضة في التعامل مع الحجر الصحي سببت ارتباكا داخل المجتمع الذي يحاول التعايش مع مخلفات كورونا الاقتصادية والاجتماعية والدينية.
متابعة: عبد الرحيم الصالحي