بقلم:عبد الرحيم الصالحي/
يعود المغني المغربي “سعد المجرد” إلى التوندونس من جديد بمعدل مشاهدات تفوق العشر ملايين إلى حدود تاريخ كتابة هذا المقال، ومن المرتقب أن يصل العدد إلى أكثر من ذلك في غضون الأيام القليلة المقبلة بأغنيته الجديدة تحت عنوان ‘ الغادي وحدوا”. أغنية بنفحات تاريخية عميقة وأصيلة، ذات طابع هواري محض وبمزيج أمازيغي صرف وتوزيع موسيقي جديد أضفى لهذا الموروث الثقافي الشفهي رونقا موسيقيا وإبداعيا وجدة تُطرب السامع.
حديثنا عن هذه الأغنية ليس من باب الجماليات الفنية الشعرية واللحنية التي اكتسبتها بالسليقة، لكن عن خلفية استعمال التاريخ الشفهي وإعادة توزيعه دون إرساء الحقوق إلى ذويها. فبعد حصد الأغنية لملايين المشاهدات وتحقيقها لنجاح كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يخرج الشاعر والملحن “العربي الحمري” صمته ليُذكر بأحقيته في ملكية الأغنية وأنه صاحبها الأصلي، وقد أكد عبر فيديوهات كثيرة بُثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أن أغنية “الغادي وحدوا” في ملكيته دون منازع منذ زمن بعيد وقد قام بأدائها رفقة مجموعة من رواد الفن الهواري منهم من توفى ومنهم من هو على قيد الحياة، وحسب فيديوا نشر أكد “العربي الحمري” أن ما حز في نفسه انتساب الأغنية إلى مجموعة أخرى من مراكش وهو الأمر الذي رفضه جملة وتفصيلا.
إن الخوض في هذا الجدل عن أحقية ملكية الأغنية ذو سجون، ويعود إلى الذاكرة أحد الأغاني السابقة ل”سعد المجرد” حيث اعتمد أغنية من التراث الأمازيغي ولم يؤدي حقوق تأليفها إلا بعد حين، ومرد ذلك لا محال إلى نجاح أغاني الرواد الشعبية مقابل التفاهة التي تكدست بها وسائل التواصل الاجتماعي.
سؤال حق ملكية التراث الثقافي الشعبي المغربي نقاش يجب أن تفتحه المؤسسات المعنية وإعادة الحق لأصحابها خصوصا ونحن نعيش موجة عودة ورجوع الشباب إلى المورث الثقافي الشفهي والفني المغربي الأصيل دون أداء حقوق الملكية لأصحابها، بل ودون التقصي عن أصحابها تفاديا لتزوير الحقائق التأريخية للتراث الثقافي الشفهي المغربي، لاسيما الأغاني الشعبية والتراثية التي توارثتها الأجيال حتى تناسينا مالكها الحقيقي ومنها عدد كبير من الأغاني التي تم إعادة توزيعها وانتسبت لفنان ليس صاحبها الأصلي.