لا خيار أمام جبهة البوليساريو سوى التصعيد الميداني بعد فشل أطروحتها الانفصالية، إذ أكدت أن إغلاق معبر الكركرات “قرار نهائي لن تتراجع عنه”، مشيرة إلى أن نشطاءها بالمنطقة “باتوا يتحركون بكل أريحية وصولاً إلى شواطئ المحيط الأطلسي”.
وعبّرت جبهة البوليساريو عن تخوفها من التحركات العسكرية المغربية بالقرب من معبر الكركرات والجدار الأمني العازل، وقالت إن “المغرب أرسل، في الأيام الأخيرة، إلى منطقة بالقرب من الكركرات تعزيزات عسكرية وجرافات، لإقامة الأحزمة الرملية؛ ما يهدد المنطقة بالانفجار في أي لحظة، والعودة إلى المربع الأول، أي استئناف الحرب من جديد”، بتعبيرها.
وشدد عبد الله لحبيب البلال، القيادي في جبهة البوليساريو وما يسمى بـ”رئيس لجنة الدفاع والأمن”، في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، على أن معبر الكركرات “مغلق بصفة نهائية وتامة والمعتصمون صامدون في أماكنهم”، كما ذكر أن ميليشيات الجبهة المسلحة “ستتدخل لحماية الصحراويين المدنيين في حالة تمشيط الجيش المغربي للمنطقة”.
ويأتي تلويح البوليساريو باستئناف الحرب من جديد بعد تأكيد مصادر موريتانية على أن جيش نواكشوط انتشر في المنطقة المتاخمة للحدود مع الصحراء المغربية تحسبا لأي طارئ، بعد إقدام البوليساريو على إغلاق المعبر الحدودي الكركارات.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الجيش الموريتاني دفع بعدد من وحداته إلى منطقة “بولنوار”، المتاخمة للكركارات بعدما توقعت نواكشوط تدخل القوات المسلحة الملكية لإنهاء فوضى البوليساريو، وبهدف تأمين الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا.
ولم تعلن الحكومة الموريتانية عن موقف رسمي من استفزازات البوليساريو بالمعبر الحدودي؛ لكن لا يستبعد أن تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية قد يقع بعد إشعار الجانب الموريتاني بالتحرك في المنطقة؛ التي تقع محاذية للحدود الموريتانية.
ولليوم الثاني على التوالي، سمح نشطاء جبهة البوليساريو المعتصمون بمعبر الكركرات لموريتانيين بالعبور إلى بلادهم، في خطوة تهدف إلى استمالة الموقف الموريتاني بعد تضرر اقتصاد نواكشوط وارتفاع أسعار الخضروات بشكل صاروخي جراء إغلاق المعبر لحوالي 20 يوماً.
وكان الملك محمد السادس قد وجّه، في خطاب الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، رسائل واضحة بخصوص إغلاق جبهة البوليساريو لمعبر الكركرات الحدودي، إذ أكد رفض المملكة “القاطع للممارسات المرفوضة؛ لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”، مشددا على أن المغرب “سيظل، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية”.