في أسلوب تحريضي جزائري مكشوف لوزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، في تدخله عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد خلال الدورة غير العادية الـ21 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي ،عادت الجزائر مرة أخرى إلى طرح مسألة دور الاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء رغم أن مجلس الأمن كان واضحا في كل قراراته بكون النزاع يظل حصريا من اختصاص مجلس الأمن دون غيره.
وفي عملية مناورة مكشوفة أمام أعضاء الاتحاد الإفريقي، دعا وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مجلس السلم والأمن الافريقي الذي يقوده الملحق الجزائري بالاتحاد الافريقي اسماعيل شرقي إلى التدخل في النزاع ،وتأتي هذه المناورة بعد محاولات كثيرة من طرف اسماعيل شرقي لإدخال نزاع الصحراء بكل طرق في أجندة الإتحاد ،لدرجة أن مناوراته باتت مفضوحة أمام أعضاء الإتحاد الافريقي.
وكشف صبري بوقادوم، مرة أخرى وبوضوح، أن الجزائر طرف مباشر في النزاع ،و دعا ،بشكل غريب ،إلى تسريع وتيرة ضبط ورسم الحدود بين الدول أعضاء الاتحاد الإفريقي، وهي الدعوة التي يُستنتج منها أن الجزائر لازالت غارقة في الأساطير الأولى التي أثيرت في الستينيات من القرن الماضي لحظة تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية ،فالوزير الجزائري أظهر مرة أخرى أن الجزائر تستعمل البوليساريو من أجل الاستمرار في التمسك بأسطورة لا علاقة لها بالقانون الدولي، وهي الحدود الموروثة عن الاستعمار التي رفضتها كل الدول الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية في منتصف القرن الماضي.
ويبدو أن وزير الخارجية الجزائري لم ينتبه ،وهو يدعو الإتحاد الإفريقي إلى إكمال مشروع ”إسكات البنادق في إفريقيا”، أن الجزائر دفعت مليشيات البوليساريو إلى حمل السلاح مجددا وخرق وقف إطلاق النار.