تُواصل جبهة البوليساريو الانفصالية، إثارة السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، بترويجها لاستمرار الأقصاف الوهمية ضد المملكة المغربية، آخرها، ما قالت إنه هجوم صاروخي على معبر الكركارات الحدودي، وهو ما فنده متواجدون مغاربة وأجانب في النقطة الحدودية المذكورة، عبر إطلاق بثّ مباشرٍ موازاةً مع انتشار الشائعات التي انطلقت من موقع مورتانيّ تابع لجماعة الرابوني.
وتناقلت وسائل إعلام تابعة للجبهة الانفصالية، في ساعات متأخرة من ليلة أمس السبت، صوراً قالت إنها تعود للقصف الذي نفذته البوليساريو، على معبر الكركارات الحدودي، قبل أن يتبين بأن ما رُوج لا علاقة له بالنطقة الحدودية الفاصلية بين المملكة وموريتانيا، في موقفٍ زاد من سخرية رواد “السوشيال ميديا”، على طريقة تعامل جماعة ولد البوهالي.
وأعرب نشطاء عن استغرابهم من استمرار الجبهة الانفصالية في الشائعات التي تروجها منذ الـ 13 من شهر نوفمبر الماضي، بالرغم من ثبوت زيفها في أكثر من مناسبة، فيما تساءل البعض ما إن كانت تعي جماعة الرابوني بأن إطلاق صاروخي من مناطق تواجد البوليساريو في تندوف، صوب الكركارات، يتطلب ميزانية كبيرة لا يُرجح أن الجبهة تتوفر عليها.
وكتب المحامي والخبير في ملفّ الصحراء، نوفل البعمري، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، بأن قصف معبر الكركارات، يتطلب أولاً صواريخ حقيقية وليس الخردة التي تملكها الجبهة، وثانية أن تكون قادرةً على عبور المنطقة العازلة، وهو ما لا يتوفرون عليه، إلى جانب أن إطلاقها يتطلب الدخول للمنطقة العازلة، علماً أن الجيش سبق وأغلق الحزام الأمني.
وواصل البعمري، بأنه حتى الطريق التي كان يصلون بها إلى المعبر عبر شمال موريتانيا، تم إغلاقها من قبل جيش الأخيرة قبل مدة، مشدداً على أن أقصى ما يمكن أن يفعله الانفصاليون، هو إطلاق صاروخ “ديال العاشور فحال لي كنا تنشوفوا فالأقصاف وغادي يسقط فالصحراء ولن يكون له أي أثر.. ما دام هادشي مكاينش، فراه القصف لي كيتكلموا عليه مجرد زيف”.
وأردف البعمري في تدوينةٍ أخرى: “أول مرة تنشوف جهة تدعي أنها في حرب، وتدعي أنها قصفت موقع ماً، والخبر لا يصلها بل قيادة الجبهة التي تدعي أنها تحارب يصلها الخبر من موقعٍ أجنبيٍّ.. وتقرأه مثلنا مثلها في الفيسبوك !!!”، متابعاً بسخرية: “واش هادي حرب أو رسوم متحركة؟”.
ومن جانب آخر، قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تحت عنوان “البوليساريو يدخل مرحلة لامركزية الكذب المقرون بالصواريخ الوهمية”: إنه “بات من الواضح أن ميليشيات البوليساريو دخلت مرحلة متقدمة من الكذب”.
وأطلق اسليمي لقب “لامركزية الكذب”، على المرحلة الجديدة التي دخلتها البوليساريو، مشيراً إلى أن “ما راج الليلة يبين أن الميليشيات وصلت مرحلة نفسية متقدمة جدّاً من اليأس، فكذبة هذا المساء جاءت في وقت دخلت فيه شركات فرنسية للاستثمار في الأقاليم المغربية الجنوبية، بما فيها منطقة الكركارات، لذلك أرادت الميليشيات ووراءها الجنرال المذعور حاكم الجزائر شنقريحة التغطية على هذا الحدث”.
وأوضح اسليمي بأن الاستثمار الفرنسي في الأقاليم الجنوبية يشكل مقدمة لاعتراف قادم بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، مردفاً بأن شنقريحة أراد التغطية على هذا الحدث بإطلاق أكذوبة أخرى حول صواريخ وهمية توجد في مخيال الإعلام الجزائري وإعلام البوليساريو (…)، خصوصاً أنه استعمل فيه أشخاصا من الميليشيات ينطقون بالدارجة للدعاية لكذب الصواريخ، ولكنها مفضوحة”.