BREAKING

آراءسلايدشو

الداخلةً ما لها وما عليها

1  الجيش الموريتاني في مدينة الداخلة

بقلم : عبدالله حافيظي السباعي
سنة 1984 هي اول سنة ازور فيها مدينة الداخلة عاصمة جهةً وادي الذهب معقل قبيلة اولاد دليم …
جزيرة داخل خليج الداخلة من جهة المحيط الاطلسي عندها مدخل واحد يربطها بشمال المملكة عبر مدينتي بوجدور والعيون وفي الجهة الجنوبية نحو دول افريقيا عبر الشقيقة موريتانيا من معبر…
الحكومةُ الموريتانية زمن الرئيس المختار ولد دادا شغلتها حرب الرمال عن بناء مدينة الداخلة لان البناء لا يكون الا في حالة الاستقرار … لان مدينة الداخلة اصبحت اجمل مدينة في شمال افريقيا …
اليوم فالشعب الموريتاني يحب ساكنة الداخلة وجلهم لا يرتاح الا اذا قضى عطله السنوية في مدينة الداخلة …
كان ولد هيدالة ينوي تسلم مدينة الداخلة لانفصاليي البوليساريو الا ان بداهة وفطنة وبقضة الملك الحسن الثاني كانت لمخططاتهم بالمرصاد حيث بعت في نفس اليوم عدة طائرات حربية محملة بالعتاد والسلاح وقاد المرحوم الجنرال الدليمي اسم على مسمى من اولاد دليم سيدي قاسم ليرجع ابناء عمه الى صوابهم ويضمن لهم الامن والاستقرار تحت الراية المغربية … ويوم 14 غشت 1979 جاء اعيان قبيلة اولاد دليم وقدموا البيعة لملك المغرب الحسن الثاني بالمشور السعيد بالتواركة بالرباط وسلمهم اسلحة للدفاع عن منطقتهم وهي البيعة التي لا زالت في اعناقهم الى يومنا هذا لان من مات وليست في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية … والجميع يشهد ان قبيلة اولاد دليم حافظت على العهد والبيعة الى يومنا هذا …
السلطات الموريتانية عاتت في الارض فسادا وكانوا يتخبطون خبط عشواء لان ارضهم شاسعة اكبر من المغرب مرتين وزيادة منطقة وادي الذهب الى ارضهم الشاسعة الاطراف بالنسبة للموريتانيين حطب الخادم عندما غلبها حمله زادته …
سجن ولد هيدلةً محمد الامين ولد حرمة الله وعندما اطلق سراحه عاد معززا مكرما الى المغرب … ساعده السيد خليهن عندما كان وزيرا وتولى تمثيل الحزب الوطني الديموقراطي في الداخلة وانتخب رئيسا لبلديتها وبرلمانيا عنها عدة دورات … كانت تربطني بمحمد الامين ولد حرمة الله علاقة خاصة واحترام متبادل …
لا زلت اذكر انه منحني قاعةً السنما في ملكه اسمها سنما لومن وكلفت بها احد اصدقائي منصف الحسين الذي كان يسيرها عدة سنوات وكانت تدر علينا ارباحا مهمة الى ان خرجت افلام الفديو واليوتيوب الذي قضى على دور السنما وحرم المولعين بالفن السابع من فرحتهم المفضلة …
كان ابن عمي المرحوم امينو ولد خونا السباعي هو رجل الاعمال الذي كان مكلفا بتجهيز كلما كان يحتاجه الجيش الموريتاني من مأونة واكل وشرب وقال لي رحمة الله عليه ان الجيش الموريتاني كان جالسا على اعصابه طيلة السنوات التي قضها بجهة وادي الدهب …
امينو ولد خونا وقعت لي معه واقعة مهمة سنة 1997اشترى رخصة استيراد الابل من عند محمد عبدالله ولد عبدالباقي بمبلغ اربعين مليون سنتيم …ساعدته في ادخالها وبعد ان وصلت منطقة واد الجنة بنواحي اوسرد لم نجد من يشتريها واتفق علينا المشترين ولد خطور وولد المجاني وعدة كسابة الابل لكي يتركوا صلوح ولد الجماني ليشتريها بالثمن الذي يريد واضطررنا الى بيعها اليه بالثمن الذي يريد حوالي سبعة الاف درهم لرأس الابل ناقة كان او جملا وارغمنا على الاحتفاظ بالمريض او الضعيف السقيم منها وقد بقيت في دمة ابن عمنا محمد امين ولد محمدو المعروف بالويمين الشيطان الابرص الذي سرقها وباعها لود خطور بدون علم صاحبها وفعل بها ما فعل ببقعتي الارضية بمدينة بوجدور التي باعها بدون موافقتي ولا علمي لعمر دابدا العروسي الذي استولى عليها ظلما وعدوانا بدون حق واذا لم يعطيني حقي في الدنيا فحقي مضمون حيازته في الاخرة عند ملك الملوك الذي لا يظلم احد عنده …
عانى الجيش الموريتاني الامرين ولم يستطع الحفاظ على نصيبه من الصحراء وكان يمسك بها كمن يمسك على الجمر …
كان المغفور له الملك الحسن الثاني يعرف في قرارة نفسه ان موريتانيا لن تستطيع المحافظة على وادي الذهب ومنحه لها خاطبا ودها وحتى لا ترتمي في احضان الهواري بومدين الذي كان يهدد الرئيس المختار ولد دادا صراحة اذا تحالف مع المغرب … وما شاء الله فعل حيث عصفت قضية الصحراء بالرئيس المختار ولد دادا ورمت به في السجن ثم الهجرة القسرية ليحل محله عدة رؤساء لم نعد نتذكر حتى اسمائهم ولد السالك وولد المصطفى وولد جدو على حد قول الفكاهي بزيز اذهبوا الى ان يأتي ابائكم ونتحدث معهم لان حديث مع ابناء في حالة وجود الاباء مضيعة للوقت وضرب من العبث …
وجاء العقيد محمد خونا ولد هيدالة وهو من قبيلة العروسين اصلها مغربي وجده في الصحراء المغربية سيدي احمد العروسي وضريحه بجنب ضريح اجدادنا الشرفاء ابناء ابي السباع السبعة بمنطقة الطوحيل بنواحي مدينة السماوة …
محمد خونا ولد هيدالة الذي بدأ حياته الرئاسية بغلطة العمر عندما اعترف بالكيان الوهمي الجمهورية الصحراوية الديموقراطية الشعبية الاشتراكية القوقازية البسنيةًالهرسيكية … الخ …. وسرعان ما ادى الثمن غاليا حيث ازاحه وزير دفاعه العقيد معاوية ولد سيدي احمد الطايع من قبيلة السماسيد ال شمس الدين الادارسة الذي عرفت موريتانيا استقرارا نسبيا طيلة عشرين سنة التي قضاها في كرسي الرئاسة كما عرفت علاقات المغرب بالشقيقة موريتانيا تحسنا طيلة مدة حكم معاوية الى ان ذهب للمشاركة في تابين الملك فهد السعودي وانقلب عليه رئيس حرسه الخاص محمد ولد عبد العزيز السباعي فك الله اسره الذي سلم الحكم لابن عمه وولي نعمته العقيد على ولد محمد فال السباعي الذي تراس موريتانيا في الفترة الانتقالية وكان محبوبا عند الجميع لانه رجل متزن عاقل حكيم يعرف من اين توكل الكثف … الا ان ابن عمه لم يتركه يرتاح ابان حكمه او حتى اتناء تقاعده ولم يرتح الا بعد ان ارغمه على تنظيم انتخابات رئاسية التي حملت الى دفة الحكم الرئيس الزاهد الصوفي سيدي ولى الشيخ عبدالله من قبيلة اديدبا ولم يرتح محمد ولد عبدالعزيز الا بعد ان طاح طيحة الفجر على سيدي ولد الشيخ عبدالله وازاحه ليحل محله وهو ما كان يخطط له مند زمن بعيد …
وبعد سجن ولد الشيخ عبدالله ردحا من الزمن وعندما اطلق سراحه توجه مباشرة الى قريته لمدن وبنى بها مسجدا واصبح مؤذنا واماما فيه يصلي ويتلو كتاب الله العظيم … ولا شك انه طيلة تلك المدة التي قضاها ناسكا زاهدا يعبد الله كان خلف كل صلاة وفي اتناء تهجده ليلا كان يحمل اكف الضراعة الى العلي القدير ان يرزق محمد ولد عبدالعزيز سوء الخاتمة وهو ما نشهده اليوم لا شماتة فقد استجاب الله دعاء ولد الشيخ عبدالله لان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب …
رحم الله الرئيس على ولد محمد فال السباعي ورحم الله سيدي ولد الشيخ عبدالله وفك اسر ابن عمنا محمد ولد عبد العزيز السباعي واعاده الى رشده ليبتعد عن السياسة التي عاش فيها نصف عمره واغتنى منها اغتناء فاحشا وقد حان للمحارب ان يستريح ويتمتع بتقاعده وهذا لن يتحقق الا اذا ابعد عنه رفاق السوء …
عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
قل لي من تعاشر اقول لك من انت …
المرحوم على ولد محمد فال وابن عمه محمد ولد عبد العزيز اعرفهما معرفة كبيرة مند بداية سنوات السبعينيات كانا شابين يافعين واحد طويل القامة شنبه كبير والثاني قصير ممتليء مكتنز القد كان على ولد علية يدرس في المدرسة العسكرية بالقنيطرة والثاني في مكانيك المدرعات في المدرسة العسكرية بمكناس … كنا يتحدان منزلنا بمدينة كلميم منزل ابن عمهم والدي محمد محمود السباعي مكانا لاستراحة اسبوعا كاملا قبل مواصلة طريقهم نحو مدينة العيونً لصلة الرحم مع شقيقة علي ولد علية السيدة المصونة لمليحة بنت محمد فال ولد علية السباعيةً اطال الله عمرها ومتعها بالصحة والعافية زوجة المرحوم ولد محمد علي ولد بوعمامة وقد كانا يسكنان مدينة العيون قبل انتقالهما لاستقرار نهائيا بنواكشوط بعد ان سطع نجم شقيقها على ولد علية وابن عمه محمد ولد عبدالعزيز واصبح الاول رحمه الله مديرا لامن الامر الناهي في البلد طيلة رئاسة معاوية ولد سيدي احمد الطائع وبعده رئسا فعليا لموريتانيا طيلة خمسة سنوات مدةً الفترةًالانتقاليةً ليحال على التقاعد القصري الى ان ترفي في تيرست في ظروف غامضة لا زال لغزها لم يفهم لانه دفن بدون تشريح يحدد السبب الحقيقي للوفاة … اما محمد ولد عبد العزيز فقد تمكن من تحقيق مبتغاه بعد ان ازاح الرئيس المرحوم ولد الشيخ عبدالله وحل محله بدون انتخابات ولا وجه حق ساعد في نجاحه ابن عمه رجل الاعمال ورجل الخير محمد ولد بوعماتو كما توسط له مع فرنسا لتعترف بالانقلاب لاكن محمد ولد عبد العزيز جازي ابن عمه محمد ولد بوعماتو جزاء سينمار …وفي قضية محمد ولد بوعماتو ينطبق على ابن عمه محمد ولد عبدالعزيز قول الشاعر :
اذا انت اكرمت الكريم ملكته
وان اكرمت اللئيم عليك تمردا
والقول المشهور : اتقي شر من احسنت اليه …والقول الديني : اقسمت كل نفس خبيثة ان لا تخرج من الدنيا الا اذا اسائت الى من احسن اليها …
سلم ولد عبدالعزيز الحكم لصديق دربه محمد والشيخ الغزواني وكان يظن انه سيكون هو بوتن روسيا مع صديقه الا ان تصرفات ولد عبدالعزيز ورغبته في الحكم من بعيد جعلته يقع في اخطاء تكتيكية دفعت رفيق دربه الى قلب المجن عليه فاصبح الصديق عدوا بين عشية وضحاها وبذل ان يساعد ولد عبدالعزيز صديق دربه في القيام بمهامه على احسن حال اخد يضع له المسامير في الطريق مما دفع هذا الاخير الى قطع حبل الود بينه وبينه لان التصرفات العلنية والخفية وتصريحات ولد عبدالعزيز لم تعد تطاق وكل شيء اذا فات حده انقلب الى ضده …
الرئيس الموريتاني الحالي ولد الشيخ الغزواني الذي تعرف موريتانيا في عهده استقرارا سياسيا يحسدها عليه بعض ضعاف العقول وهو رئيس للجميع لا يحقد ولا ينتقم من احد حتى صديقه الحميم الرئيس السباق ولد عبد العزيز لو لم يتخطى الخطوط الحمراء لما وقع له ما وقع ويقع ولاكن على نفسها جنت براقبش … ولو وجد حكماء في موريتانيا لا وصلت الامور الى ما وصلت اليه بين الرئيسين لاكن ما قدر الله فعل ولا مفر من قدر الله خيره وشره .. وانا متيقن ان الرئيس الموريتاني الحالي ولد الشيخ الغزواني غير راضي على الوضعية المزرية التي وضع فيها الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز نفسه والتي يتحمل مسؤوليتها لوحده والعاقل من يتعض …
كان والدي ابراهيم ولد محمد محمود السباعي يكرر على اسماعنا هذه الحكمة البليغة :
احبب حبيبك هونا ما
عسى ان يكون بغيضك يوما ما
وابغض بغيضك هونا ما
عسى ان يكون حبيبك يوما ما
الجزء الثاني : انتظروا في المقال المقبل اسرارا علنية وسرية عن علاقتي بمدينة الداخلة …
وحرر بالطائرة المتجهة من مدينة الداخلة الى مدينة الدار البيضاء في غرة يوم الاحد 19 نونبر 2023

Related Posts

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *