الصراع الروسي الأوكراني سيتسبب في اضطرابات قد تعصف بتجارة القمح والحبوب عامة، ويمكن أن تتسبب في زيادة أسعاره العالمية بين 10% و20%!
بحيث ارتفعت العقود الآجلة لشحنات القمح والذرة الأميركية اليوم الخميس 24 فبراير إلى أعلى مستوى تداول يومي، في حين سجلت أسعار فول الصويا أعلى مستوى منذ 2012 مباشرة بعد هجوم القوات الروسية على أوكرانيا مما أثار مخاوف من تأثر الإمدادات العالمية.
وزادت أسعار القمح لثالث يوم على التوالي، لتبلغ أعلى مستوى منذ أكثر من 9 أعوام، في حين قفزت الذرة إلى أعلى مستوى في 8 أشهر.
وقفزت العقود الآجلة للقمح لشهر مايو في مجلس شيكاغو للتجارة 5.7% إلى نحو 9.34 دولارات للبوشل (نحو 27 كيلوغراما) وهو أعلى سعر منذ يوليو 2021.
وزادت الذرة 5.1% إلى 7.16 دولارات للبوشل مسجلة أعلى مستوى منذ العاشر من يونيو الماضي.
وصعدت عقود فول الصويا لشهر مايو المقبل 4.2% إلى 17.41 دولارا للبوشل مسجلة ارتفاعا لسادس جلسة على التوالي.
وبلغت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى منذ سبتمبر 2021 عند 17.56 دولارا.
كما سجّلت أسعار الحبوب صباح اليوم الخميس مستويات قياسية في جلسات التداول في السوق الأوروبية، وبلغ سعر القمح سعرًا غير مسبوق إطلاقًا مع 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة “يورونكست” التي تدير عددًا من البورصات الأوروبية.
وبلغ إجمالي حصص روسيا وأوكرانيا من صادرات القمح العالمية 25% عام 2019.
وكان لروسيا -أكبر مصدر للقمح في العالم- حصة تقارب 18% من صادرات القمح العالمية قبل سنتين.
ويحذر خبراء في السياسة والزراعة من أن الصراع الروسي الأوكراني سيتسبب في اضطرابات قد تعصف بتجارة القمح والحبوب، ويمكن أن تتسبب في زيادة أسعاره العالمية بين 10% و20%!
وحسب تقرير مكتب الصرف لسنة 2020 يستهلك المغربي ما معدله 200 كيلوجرام من القمح سنويًا، أي ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي!
ومن المعلوم ان المنتجات الغذائية في كونها جزءًا من الاتجاه التصاعدي للسنة الثالثة على التوالي (+7 مليار درهم في 2020) ، مدفوعًا بشكل أساسي بزيادة إمدادات القمح (+4.3 مليار درهم) والشعير (+1.6 مليار درهم) وذالك نتيجة التغيرات المناخية التي يعيشها العالم.
وتعد روسيا منتجًا رئيسيًا للنفط الخام كذلك، إذ تعتبر ثاني أكبر منتج بعد الولايات المتحدة بمتوسط يومي 10.2 ملايين برميل، وأكبر مصدر للغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وسيظل كبار الموردين الرئيسيون للمغرب للحبوب هم:
-فرنسا: 30 %،
-كندا: 26%،
-أوكرانيا :15%
-روسيا :7%،
-ألمانيا : 7%
-و البرازيل، الارجنتين وبعض الدول الاخرى 15%.
خلاصة الكلام الصراع بين روسيا والدول الغربية سيزيد في تفاقم الأوضاع بعد المشاكل التي تسبب فيها الجفاف الذي أصاب العديد من الدول والمناطق التي كانت تنتج الحبوب بجودة عالية كفرنسا وبعض الولايات في آمريكا الشمالية ومن بينها المغرب طبعًا الذي وان كان لا يصدر لاكن إنتاجه من الحبوب يغطي نسبةً لا بأس بها خصوصًا الحبوب الموجهة الى الماشية و السوق الداخلي اما القمح الموجه للمطاحن العصرية فهو أصلًا مستورد.
ناهيك عن مسببات جائحة كورونا التي عطلت بشكل واضح وسائل النقل البحري و مشاكل تفريغ البضائع في الموانئ العالمية.
رغم المجهودات والاجراءات التي بذلتها وستبدلها الحكومة المغربية سيبقى الوضع صعب لدى المستهلك المغربي الضعيف القدرة الشرائية و الدخل المحدود ومعه الكساب الصغير والمتوسط لمواجهة هذه الظرفية الاستثنائية…
لبنى موبسيط