باسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
كلمة السيد رئيس المجلس الإداري
في الجمع العام الخامس للإتحاد العالمي للتعاضدبالعيون17 يوليوز 2023
السيد والي جهة العيون الساقية الحمراء وعامل إقليم العيون؛
السيد رئيس الإتحاد العالمي للتعاضد؛
السيد نائب مجلس جهة العيون الساقية الحمراء؛
السيد نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون؛
السيد رئيس المجلس الإقليمي لمدينة العيون؛
السادة رؤساء الجماعات الترابية؛
السيدات والسادة أعضاء الإتحاد العالمي للتعاضد؛
السادة رؤساء التعاضديات الشقيقة؛
السيد مدير مديرية الحماية الاجتماعية للعمال؛
السيد ممثل الصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الاجتماعي؛
السيدات والسادة أعضاء الإتحاد الإفريقي للتعاضد؛
السيدات والسادة أعضاء المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية؛
السيدات والسادة المدعوين، وضيوف التعاضدية العامة، كل واحد باسمه وصفته، والتقدير الواجب لشخصه؛
السيدات والسادة نساء ورجال الإعلام والصحافة.
أيها الحضور الكريم،
أود بادء ذي بدء، أن أعبر عن مشاعر الغبطة والفخر والإعتزاز، وكذلك الفرح والسرور، هذه المشاعر التي تخالجني، ونحن بصدد هذا الحدث التعاضدي التاريخي، الذي يحتضنه بلدنا لأول مرة، منذ ولادة هذه المنظمة الدولية الغير حكومية، والمتمثل في الجمع العام الخامس للإتحاد العالمي للتعاضد، الذي ينعقد بمدينة العيون، أيقونة الأقاليم الصحراوية الجنوبية المغربية، برعاية سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تحت شعار: “التعاضد فاعل أساسي في الحماية الإجتماعية والإقتصاد الإجتماعي والتضامني“.
إن شمول هذا الحدث العظيم، بالرعاية المولوية السامية، هو في الحقيقة تكليف وتشريف في آن واحد، وذلك اعتبارا للدور الهام الذي يقوم به التعاضد الوطني والإفريقي والعالمي، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وكسب رهان التنمية المستدامة.
ومن هذا المنبر، أتقدم بالشكر الجزيل للسيد الفاضل أندريس رومان رئيس الإتحاد العالمي للتعاضد، ومن خلاله باقي أعضاء هذا الإتحاد العالمي، على اختيارهم دولة المغرب، لاحتضان فعاليات جمعنا المبارك هذا، وأقول لهم، بكل صدق وأمانة، حللتم أهلا ونزلتم سهلا ببلدكم الثاني، بلد الحضارات والتعايش، ومهد التضامن والتعاون والتعاضد والتآزر.
حضرات السيدات والسادة؛
يكفينا فخرا، أننا نجتمع اليوم، من أجل الإستمرار في إشاعة القيم النبيلة، لأحد الركائز والدعامات الأساسية للإقتصاد الإجتماعي والتضامني، والحماية الإجتماعية، وأعني به التعاضد، هذا القطاع الحيوي، الذي أثبت حضوره القوي والبارز، داخل النسيج المجتمعي، من خلال المبادئ الكونية التي ارتكز عليها، في جهوده الرامية إلى وضع أرضية صلبة وواقعية، ملموسة، تكرس وتعزز وتنشر، قيم التضامن والتآزر والتعاون، بين الأفراد والجماعات.
ولعل الشعار الذي تم اختياره، لهذا المحفل التعاضدي العالمي الهام، يحمل في طياته رسائل مشفرة، إلى كل الحكومات والمؤسسات والمنظمات، من أجل إيلاء الإهتمام المناسب، لقطاع التعاضد باعتباره ركيزة أساسية لبناء مجتمع متضامن، تسوده قيم العدالة الإجتماعية والمجالية، وآلية ناجعة، لمحاربة الهشاشة والفقر، وتضييق الهوة والفوارق الطبقية الصارخة، وعدم مراعاة الجانب الإجتماعي بشكل أكثر عدالة وإنصافا.
لاشك أن هذه الطموحات الإستراتيجية السالف ذكرها، كانت الدافع الأساسي نحو التفكير في تأسيس هذا الإتحاد التعاضدي العالمي، الذي كانت ولادته، يوم 05 يونيو 2018 بأروقة الأمم المتحدة بجنيف، والذي يضم في عضويته تعاضديات من دول أمريكا اللاتينية وشبه الجزيرة الإيبيرية ومن إفريقيا، حيث كان لنا شرف انتخاب المغرب في شخصنا، نائبا لرئيس هذا الإتحاد مكلفا بالقارة الإفريقية، خلال الجمع العام الرابع المنعقد ببوينس أيريس عاصمة دولة الأرجنتين، ومن هذا المنبر، فإننا نعلن للجميع، انخراطنا المطلق واللامشروط، في إنجاح جميع المشاريع الإجتماعية والصحية التي تسعى المنظمات التعاضدية إلى بلورتها على أرض الواقع، خدمة لمصالح المنخرطات والمنخرطين، ومن أجل الرقي بالقطاع التعاضدي إلى مصاف القطاعات والمجالات الإجتماعية الرائدة والمؤثرة.
حضرات السيدات والسادة؛
لا بد من الإشارة، إلى أن روافد القطاع التعاضدي، بجميع الدول الأعضاء في هذا الإتحاد، تلتقي عند أهداف نبيلة، تتوخى بالأساس، تكريس دور التعاضد كفاعل أساسي في تحقيق الحماية الإجتماعية وتوفير التغطية الصحية، وكذا تعزيز الإقتصاد الإجتماعي والتضامني، كبديل منصف وعادل، للاقتصاد الرأسمالي المجرد، بالنظر لبعده الاجتماعي الإنساني الصرف، القائم على مبدأ التضامن والتعاضد، حيث فرض نفسه بقوة، في خضم الأزمات الإقتصادية التي شهدها العالم على مر العصور، وأضحى كدعامة ثالثة، إلى جانب القطاعين العام والخاص، لإرساء الاقتصاد المتوازن والمندمج، لما ينْطوي عليه من الإمكانات والوسائل، التي تجعله قادراً على تعبئة وتوفير ثرواتٍ هامّة، مادّية وغيْر مادّية، من شأنها تحقيق التنمية الاجتماعية والمجالية المستدامة، والتخفيف من نسبة البطالة.
أيها الحضور الكريم،
اسمحوا لي، أن أستعرض عليكم تجربة المغرب في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من خلال الحصيلة الرسمية المتوفر عليها حاليا، حيث خلصت الدراسـة التـي أجراهـا المجلـس الاقتصـادي والاجتماعـي والبيئـي، إلـى أن قطـاع الاقتصـاد الاجتماعـي والتضامنـي، يتكـون مـن التعاونيـات التـي سـاهمت سـنة 2013 بنسـبة 1.5 فـي المائـة فـي الناتـج الداخلـي الخـام، ومــن التعاضديـات التـي يبلـغ عـدد منخرطيهـا 1,5 مليـون شـخص وتقـدم خدماتهـا إلـى 4.5 مليـون مسـتفيد، ومـن جمعيـات تضـم 15 مليــون منخـرط، ثلثهــم مــن النسـاء. ومن المؤكد بأن هذا الرقم قد ارتفع مع توالي السنوات، نظرا للمشاريع الإستثمارية والإجتماعية التنموية الكبرى، التي شهدها المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، كان آخرها إطلاق الورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية لجميع المواطنين، يوم الأربعاء 14 أبريل 2021 بالقصر الملكي بفاس.
للإشارة فقط، فإن النسيج التعاضدي المغربي، مكون من حوالي 50 مؤسسة، تتـوزع أساسـا بين تعاضديـات الصحة، التي تنتمي إليها، التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، بعدد إجمالي يفوق 460 ألف منخرط وأزيد من 632 ألف مستفيد من ذوي الحقوق، هؤلاء المنخرطين، الذين ينتمون لحوالي 1562 إدارة عمومية ومؤسسة عمومية وشبه عمومية وجماعات ترابية.
حضرات السيدات والسادة؛
إن هذه الأرقام والمعطيات، تؤكد على أن التعاضديات، تعتبر أداة مهمة للتضامن والتعاون ومساهما أساسيا، في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وفي تحسين نسبة التغطية الصحية، وتيسير الولوج إلى الخدمات التي تسديها للمنخرطين، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي، على ارتفاع مؤشرات التطور الاجتماعي والنمو الإقتصادي.
ونحن على مستوى الإتحاد الإفريقي للتعاضد، نحاول جهد الإمكان، الإستفادة من التجربة المغربية في مجال التعاضد، من خلال العمل على ضمان تغطية صحية شاملة للمواطن الإفريقي، بغية مواجهة جميع المخاطر المرتبطة بالصحة والشيخوخة، خاصة والعالم بأسره، لم يستفق بعد، من كارثة صحية أودت بحياة الملايين، وأعني بها جائحة كورنا، مستحضرين على الدوام، مقتطفا من الخطاب الملكي السامي، الموجه إلى الأمة المغربية بمناسبة الذكرى ال 64 لثورة الملك والشعب، والذي دعا فيه جلالته بمناسبة الرجوع إلى حظيرة الإتحاد الإفريقي إلى: “بناء إفريقيا واثقة من نفسها، متضامنة ومجتمعة حول مشاريع ملموسة، ومنفتحة على محيطها“.
نفس المسعى، نطمح إلى تحقيقه، بمنظمة الإتحاد العالمي للتعاضد، مع العمل على توسيعه واستقطابه لتعاضديات أخرى، من شتى بقاع العالم، حتى نتمكن سويا، من توحيد الصف التعاضدي العالمي، والإستفادة من التجارب الرائدة للدول الأعضاء، وذلك بحثا عن أفضل السبل، لتقديم سلة خدمات إدارية وإجتماعية وصحية، ترقى إلى تطلعات المنخرطين، وتحافظ على الأمن الصحي وتساهم في تحقيق العدالة التعاضدية إجتماعيا ومجاليا، وكذا تيسير الولوجية على قدم المساواة لجل الخدمات المسداة، دون تمييز أو استثناء.
حضرات السيدات والسادة،
وأنا أختم كلمتي، لا يسعني، إلا أن أجدد الشكر الجزيل للأخ المحترم أندريس رومان رئيس الإتحاد العالمي للتعاضد، والسيد ألبرتو سيلفا نائب الرئيس، وكافة أعضاء المكتب، على اختيارهم المملكة المغربية الشريفة، لعقد هذا الجمع العام الخامس المبارك، وتحديدا بمدينة العيون، متمنيا لأشغاله كل النجاح والتوفيق، كما أتقدم بالشكر أيضا، لكل من ساهم من قريب أو بعيد، في توفير الوسائل الضرورية، لانعقاد هذا الحدث التعاضدي العالمي الهام، وعلى رأسهم السيد الفاضل، والي جهة العيون الساقية الحمراء وعامل إقليم العيون، والسيد رئيس مجلس الجهة، والسيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة العيون والسيد رئيس المجلس الإقليمي لمدينة العيون، والشكر موصول أيضا لأعضاء الإتحاد العالمي للتعاضد والإتحاد الإفريقي للتعاضد، ورؤساء التعاضديات المغربية الشقيقة، على تحملهم عناء السفر، دون أن ننسى أعضاء المجلس الإداري وأطر ومسؤولي التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، الذين انخرطوا دون كلل أو ملل، في تهييئ الظروف المناسبة لإنجاح هذا الملتقى العالمي.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.