أكد مدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، محمد فسكاوي، اليوم الإثنين بأكادير، بأن الوضعية الحالية للموارد المائية بالجهة “حرجة” نظرا لتوالي سنوات الجفاف بحكم طبيعة المنطقة الجافة، مؤكدا، بان هناك تراجعا في حقينة السدود و الفرشة المائية.
و أوضح الفسكوي خلال ندوة صحفية نظمت صباح اليوم الاثنين 28 شتنبر 2020 بقاعة الاجتماعات بولاية أكادير، ما تم تخزينه من المياه منذ 1914 هو الذي يتم تدبيره حاليا سواء في السقي او في تلبية مختلف الحاجيات من الماء الشروب و للأنشطة الاقتصادية بالجهة، و أضاف بأن جهة سوس ماسة تعرف هذه السنة أكبر عجز مائي في ظل قلة التساقطات المطرية، وهو ما أرخى بضلاله بشكل سلبي و مباشر على المخزون المائي بالحوض إن على مستوى المياه السطحية أو الجوفية بالمنطقة.
هذا، و تشير المعطيات الصادرة عن وكالة الحوض المائي لسوس ماسة إلى أن مجموع الموارد المائية في الجهة تراجعت بشكل كبير سواء منها الموارد السطحية أو الجوفية ، كما أن السدود الكبرى الثمانية المتوفرة في المنطقة تراجعت حقينتها من المياه، ينضاف إليها تراجع حقينة ما هو متوفر في السدود التلية.
وأضاف أنه على مستوى المخزون المائي الجوفي، فقد تأثرت الفرشات المائية هي الأخرى بشح التساقطات المطرية وضعف الواردات المائية وتراجع سيلان الأودية التي تشكل المزود الرئيسي لها، مشيرا إلى أن مستوى منسوب المياه بها انخفض بشكل كبير، حيث وصلت إلى درجة النضوب شبه الكامل في بعض المناطق.
وبخصوص تدبير ندرة المياه ومواجهة الوضعية الحرجة لمخزون الموارد المائية بحوض سوس ماسة، أكد فسكاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من أجل تحقيق التوازن بين تدبير العرض المائي المحدود وتلبية حاجيات القطاعات المتزايدة من الماء الصالح للشرب وماء السقي، قامت وكالة الحوض المائي لسوس ماسة وباقي الهيآت المتدخلة في تدبير الموارد المائية باتخاذ عدة تدابير.
وأبرز أن من بين الاجراءات المتخذة لتدبير ندرة المياه وقف تزويد الدائرة السقوية ل”إسن” انطلاقا من سد عبد المومن منذ يوليوز 2017 ، ووقف تزويد الدائرة السقوية ل”ماسة” و”اشتوكة” انطلاقا من سد يوسف بن تاشفين منذ أكتوبر ،2019 وتقليص حصة أحواض “الكردان” و”أولوز” و”أوزيوة” من مياه السقي انطلاقا من المركب المائي لأولوز والمختار السوسي منذ شهر مارس 2020، وكذا إلزام العديد من الوحدات السياحية والفندقية بمدينة أكادير باستعمال المياه المستعملة المعالجة لسقي المساحات الخضراء، فضلا عن اقتصاد ما يزيد عن 10 في المائة على مستوى توزيع الماء الشروب بأكادير الكبير.
وخلص إلى أنه لمواجهة هذه الوضعية المقلقة للموارد المائية بأحواض سوس ماسة السطحية منها والجوفية، تهيب وكالة الحوض المائي لسوس ماسة بالمواطنات والمواطنين وكافة مستعملي المياه إلى الحرص على ترشيد استعمالها وتفادي كل مظاهر تبذيرها.
يشار الى أن من بين مهام وكالات الأحواض المائية بمختلف جهات المملكة، فضلا عن العمل على بلورة مخطط مديري للتهيئة المندمجة لموارد المياه، منح الرخص والامتيازات الخاصة باستعمال الملك العمومي المائي، وإنجاز قياسات مستوى المياه والمعايرات وكذا الدراسات الهيدرولوجية والهيدروجيولوجية الخاصة بالتخطيط والتدبير سواء على المستوى الكمي أو الكيفي.
كما أن وكالات الأحواض المائية مكلفة، حسب القانون رقم 95-10 المتعلق بالماء، بإنجاز البنيات التحتية الضرورية للوقاية من الفيضانات ومحاربتها وتقديم كل مساعدة مالية وكل خدمة خاصة المساعدة التقنية للأشخاص العامين أو الخواص الذين يطلبون منها ذلك.