الجوق النسوي
والفنانة المغربية القديرة إحسان توتان (رئيسية الجوق النسوي ) وهناك سؤال نحاول الإجابة عليه من خلال تحديدنا لمفهوم الفنّ بصفة عامه ، بما هو تعبير إنساني يدلّ عن مرحلة من مراحل الوعي وهو أداة تبليغ وتواصل لأنّه يعتبر من مكملات الخطاب الكلامي من حيث البنية والدّلالات ويمثل وسيطا بين أفراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات ككلّ ،ويعدّ الفنّ أيضا ميدانا شاسعا للتعبير عن الإنفعالات والأحاسيس والطاقات الكامنة ، فكلّ عمل فنّي يتخذ موضوعا معيّنا ومن هنا تنطلق مهمة الفنّان المتمثلة في قدرته على تحويل هواجسه إلى عمل يحمل في طياته أبعاد دلالية متعدّدة ورؤى تعبيرية تترجم عنها . فالفنّان يمتلك القدرة في بناء عالم مثالي خيالي يعبر فيه عن نفسه كيف ماشاء ويشبع فيه رغباته الحسيّة ، كما أنه يمتلك القدرة على العودة إلى الواقع المعاش ، فميدان الفنّ إذاً هو ميدان رحب يلجأ إليه الفنان ليعبّر عن إنسحابه أو رفضه للواقع ، لكنّه أيضا ميدان للكينونة والتجسّس والتواصل مع الآخر ، ومن هنا يمكننا القول أنّ من أهم خاصيات الفنّان هي المراوحة بين الواقع والخيال ، أي بين الحاضر المعاش والغائب المنشود ، يتمّ الإبداع الفني عن طريق تطويع واستعمال عناصر أولية لمادة أو لموضوع قائم الذات ، ويمثل الواقع في مناسبات عدّة من الموضوع ، الذي يقوم العمل الفنّي على عدّة شروط لعلّ من أبرزها عدم اختزاله على أنّه مجرّد إعادة بناء للواقع وإنتاج يصور أشكال خالية من المضمون فتوفّر الشكل فقط لا يبيح الحديث عن فنّ في أتمّ معانيه » في ذات الحين وعلى مستوى أعمق فالتجربة الفنية تساهم في نجاح العمل الفني باعتبارها تتجاوز حرامة العقل والمنطق، فالتجربة الفنيّة هي في نفس الوقت تجربة انفعالية ، من جهة أخرى يعتبر الإبداع بما هو سمة العمل الفنّي مهارة وقدرة على رؤية الأشياء على نحو مغاير لما هو مألوف ورتيب ، ولذلك تقترن سمة الإبداع بحضور الذّات والإنفتاح لأنّ العمل الفنّي يخترق المحدودية ويتجاوز الحدود الذي يفرضها الواقع وفي ظل القرية الكونية يتم التوصل والتوريث للفن الراقي والمقامات الراقية ،حيث أنّ الفنون تعدُّ أيضا وسيلة تربوية تساهم في تأطير وتثقيف أفراد المجتمع والنصوص بهذا الأخير نحو الأفضل بمختلف أشكالها التي تساهم في نشأة الفرد وبلورة شخصيته لما تعكسه من التحام بين العقائد والقيم والأساطير التي تتوارثها الأجيال ، كذلك وفي مرحلة ثانية تنقل السلوك الحضاري التقليدي منه والمحدث بما فيه من أنماط متوارثة تساعد على تجسيد واستمرارية وترسيخ القيم والمثل الأخلاقية والأعراف الإجتماعية ، كما يجدر التأكيد على دورها الفعّال في إطار التزاوج بين الحضارات والشعوب ، حيث تقوم مقام الوسيط الإعلامي والدفاعي في الوصل بين أفراد المجتمع الواحد وبقية المجتمعات الأخرى إذن ومن أجل مقاربتنا هذه لمفهوم الفنّ ودوره في المجتمع نودّ توجيه دعوة إلى كافة المختصين في هذا المجال ، تكثيف الاهتمام بالفنون لما تعكسه من فكر وعلم غنيات بالدلالات الاجتماعية والأخلاقية والتربوية ، لعل بذلك نسير بمجتمعاتنا نحو الأفضل والأرقى ، وخاصة ما يتمتع به المغرب الغربي من تنوع ثقافات مزجت الأدب مع الفن الراقي وخير دليل الفنانة القديرة إحسان توتان رئيسية الجوق النسوي ، هذه ومضة على جوق الفن المغربي النسوي وبصفة خاصة التطواني ،،،،، والله ولي التوفيق ……
حوار بين السائل والمجيب
الضيف : الفنانة المتألقة إحسان توتان