في إطار عملية تنزيل مشاريع التنمية الحضرية لأكادير 2020 و 2024 التي أشرف الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقتها خلال زيارته الأخيرة لأكادير وجهة سوس ماسة، خاصة المحور الثاني للبرنامج المتعلق بتقوية البنيات التحتية وتحسين انسيابية التنقلات بأكادير، والذي يهم إنجاز الشطر الأول للطريق المداري الشمال-الشرقي على طول يناهز 25 كيلومترا يربط مطار أكادير المسيرة بالميناء التجاري للمدينة، وتهيئة منشآت فنية، وخلق مداخل جديدة للمدينة انطلاقا من هذا الطريق، و الذي من المنتظر أن ينتهي في مارس المقبل.
ويروم هذا المشروع، الذي يمتد على طول يناهز 29 کیلومترا، بكلفة إجمالية تصل إلى 77 مليار سنتيم، تحسين مؤشرات السلامة الطرقية مع تقليص مدة السفر وتسهيل نقل البضائع داخل أكادير الكبير، وكذا الربط بالمرافق العمومية والاقتصادية الهامة.
كما سيعرف المشروع بناء 11 منشأة فنية نذكر منها، الممرات الأرضية و الممرات العلوية و القناطر، و التي تعتبر الأولى من نوعها في جهة سوس ماسة.
ويندرج هذا المشروع ضمن إتفاقية الشراكة الخاصة بين وزارة الداخلية (17.9%)، وزارة التجهيـــز والنقل واللوجستيك و الماء (32.1%)، وزارة التجارة و الإقتصاد الأخضر و الرقمي (9.3%)، جهة سوس ماسة (23.8%) و جماعة أكادير (16.9%)، بتكلفة مالية تقدر ب 770 مليون درهم بالنسبة للشطر الأول.
و على مستوى مكونات هذا المشروع الطرقي، الذييربط مطار أكادير المسيرة بالميناء التجاري، يتضمن بناء 11 منشأة فنية، وقنطرة على وادي سوس، و4 ممرات تحت أرضية، و6 ممرات علوية، بالإضافة إلى تهيئة 3 مداخل موزعة ما بين المحور الطرقي شرق ـ غرب أكادير، وحي القدس، وميناء أكادير.
وفي إطار المشاريع المهيكلة المرتقبة أيضا في إطار هذا المحور، مشروع إعادة تأهيل المحور الطرقي شرق غرب على طول 5 كيلومترات وتمديده على طول 2,5 كيلومترا لربطه بالطريق الوطنية رقم 11، وتأهيل الشبكة الطرقية الحضرية على طول إجمالي يناهز 100 كيلومترا بتهيئة عدد من الشوارع الرئيسية من أهمها شارع محمد الخامس وشارع العيون، وشارع الملاحة، وما يناهز 30 مدارة، وإنجاز مرآبين تحت أرضيين بمنتزه الانبعاث (600 مركن)، وسوق الأحد (1000 مركن)، وتقوية شبكة الإنارة العمومية بالمدينة وإحداث نظام متطور للمراقبة بالكاميرات.
و يتوخى المحور الثالث التهئية الحضرية للمنطقة السياحية بأكادير والرفع من جاذبيتها، من خلال إنجاز عدد من المشاريع لاسيما إعادة تأهيل كورنيش المدينة، وإحداث مرافق عمومية (مركز المعلومات السياحية، ومتحف تيميتار)، والربط الأفقي للمدينة بالمنطقة الشاطئية، وتأهيل الشبكة الطرقية بالمنطقة السياحية وشبكة الإنارة، وتأهيل المساحات الخضراء بالمنطقة، وتأهيل وإعادة هيكلة حديقة وادي الطيور، والارتقاء بالمنطقة الشاطئية وإحداث وتأهيل مسارات سياحية موضوعاتية (المسار التجاري، والمسار الترفيهي، والمسار الثقافي، والمسار الرياضي).
وسبق أن أكد والي سوس ماسة خلال أشغال الدورة العادية للمجلس الجهوي سوس ماسة برسم شهر أكتوبر، على أن مشاريع التنمية الحضرية لأكادير 2020 و 2024 التي أشرف الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقتها خلا ل زيارته الأخيرة لأكادير وجهة سوس ماسة تعرف تَقَدُّمًا هامًا في عملية الإنجاز.
واستحضر الوالي حجي الاجتماعات التي عقدها لجنة الإشراف و التتبع ، وذكر أن في اجتماعها في الثامن من شتنبر المنصرم، قَدَّم خِلالَهُ ممثلو أصْحاب المشاريع من الإطراف الْمُتعاقِدَة، كلٌّ حسب اخْتِصاصِه، عُرُوضًا حول حالة إنْجاز الأشْغال بِكُلِّ مَشْروعٍ من المشاريع الْمَعْنِيَّة، بِما في ذلك إنْجاز الدراسات وتاريخ انْطِلاق الأشغال ومراحِلِها، والإكراهات المطروحة في حالة وُجُودِها والتَّدابير الْمُقْتَرحة لِتجاوُزِها.
وأكد الوالي حجي، على أن اللجنة وقفت على التَّقَدُّم الهام الذي تَمَّ تَسْجِيلُه في إنْجاز المشاريع المبرمجة على الرُّغْمِ من الظُّروف الرَّاهِنة، وذلك بِفَضْل العملِ الجاد والدَّؤُوب الذي يَبْذُلُهُ مُختلف الْفاعِلين الْمَعْنِيِّين.
وبإلقاء نظرة موجزة على برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، الذي تم تقديمه بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتضح جليا أنه عبارة عن برنامج مهيكل يؤسس لمرحلة جديدة في مسار النهوض بدور مدينة أكادير كقطب اقتصادي مندمج وكقاطرة لمجموع جهة سوس ماسة. كما أن من شأنه تحويل مدينة الإنبعاث إلى قطب اقتصادي حقيقي ذي تنافسية وجاذبية، وتدعيم إشعاعها الوطني والدولي، فضلا عن مساهمته في تحسين مؤشرات التنمية البشرية وتحسين إطار عيش المواطنين، ولاسيما بالأحياء ناقصة التجهيز.