BREAKING

اخبار الناظورسلايدشو

الناظور: تشييع جثمان الفقيد الحاج أحمد النحال

﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾صدق الله العظيم. [الأعراف: 34]

اخبار 7:  ذ. عبد المنعم شوقي / التصوير بعدسة الزميل :أحمد الخالدي

في محفل جنائزي مهيب، يجسد المكانة التي كان يحظى بها والعلاقات المتميزة التي كانت تربطه بمختلف الشرائح الاجتماعية ، شيع عصر اليوم جثمان الفقيد العزيز الحاج أحمد النحال الذي كان واحدا من أبرز الأبناء الأوفياء لمدينتهم ووطنهم. لقد كان إنسانا طموحا لا يعرف التعب ولا الملل.. مشهود له بالجد والعمل ونكران الذات. اختزل المراحل في حياته.. وبرحيله هذا، انطفأ نور الشمعة التي كانت تضيئ الدائرة الرابعة.. تلك الدائرة التي نشأ فيها وترعرع بين شوارعها وأزقتها.. تلك التي جالس فيها الجيران والأصدقاء، وأخذ عنهم خصال المحبة والتواضع وطيب الكلام.
لازلت أتذكر جيدا بعض جلساته بمقهى “أحزاوي” بجانب الرئيس السابق للمجلس البلدي للناظور الراحل يحيى أحمد عمرو علال والد طارق يحيى حيث جمعتهما صداقة متينة جدا كانت تنم دوما عن الإخلاص والوفاء اللذين نادرا ما نصادفهما في وقتنا هذا،وكانت له رحمة الله عليه جوانب من الطرافة والفكاهة والنكتة المحلية والحكم والأمثال المستمدة من كبار السن.
الراحل العزيز ينتمي لعائلة أصيلة وعريقة ومحترمة بالإقليم.. إنه نجل الحاج عبد القادر النحال رحمة الله عليه أحد كبار الأعيان الذين عرفتهم الناظور، والذي تطرقنا لسيرته في ركننا “وجه من الناظور”، و بالضبط في العدد 72 أين ذكرنا بأن الحاج عبد القادر النحال عاش حياة ملؤها التواضع و الإيثار وحب الخير للجميع مستمرا على ذلك النهج الحميد حتى توفاه الأجل المحتوم ليفارقنا إلى دار البقاء في سنة 2006. ولقد ذكرنا أيضا في نفس المقال أن هذه العائلة الكريمة أنعم الله عليها بعقارات واسعة واراض فلاحية شاسعة ليجعلها ذلك من أعرق الأسر في مجال الفلاحة. وأردفنا أنه رغم كل هذا الرزق الوفير، فقد ظل أفراد عائلة النحال رجالا متواضعين أوفياء مخلصين للجميع.
ولعل هذه الفضائل كلها هي التي جعلت فقيدنا الحاج أحمد النحال واحدا من أهم المقربين للغرفة الفلاحية ثم الغرفة التجارية أثناء الثمانينات.. فلقد كان نموذجا للرزانة في التفكير والالتزام بالعهود والنبل في الأخلاق والكرم في التعامل.
لن أنسى أبدا أن فقيدنا العزيز، ورغم حالته الصحية المتدهورة آنذاك، فقد أصر على الحضور إلى منزلنا ليقدم لنا تعازيه الصادقة ومواساته القلبية في رحيل والدتي تغمدها الله برحمته الواسعة. لقد كلفه التنقل إلينا جهدا جهيدا ومدة زمنية طويلة بالنظر لخطواته البطيئة.. إنه مثال بسيط على عظمة خصال الحاج أحمد النحال الذي كان لا يتوانى في تأدية الواجبات المفروضة مهما كلفه ذلك من حمل وتضحية.. وهذه طبعا هي شيم كل أفراد عائلة النحال الجليلة في تعاملها مع الأهل والجيران، وفي وقوفها إلى جانبهم أيام الشدة والأزمات.
هكذا يودعنا الحاج أحمد النحال في سن مبكرة.. استعجلته المنية وهو في قمة العطاء.. ولكن روحه واسمه وأثره سيظل حاضرا أمام أنظار أهله وساكنة الحي.. فهو الذي من الله عليه بذرية صالحة ذكورا وإناثا وعلى رأسهم أخونا وصديقنا الوفي سليمان النحال .
فاللهم افسح لفقيدنا في قبره مد بصره، وافرش له من فراش الجنة.. اللهم ارحمه ولا تطفئ نور قبره.. يا قيوم أقمه مستبشرا بحسن إجابته وأعذه من عذاب القبر وجفاف الأرض.. اللهم اجعله مطمئنا بجودك وواثقا برضوانك وإلى أعلى علو درجاتك سابقا.. اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه.
وإثر هذا الرحيل المؤلم، فإننا نتقدم لكل أفراد عائلات النحال والماحي والبنيحياتي ، ولكل أصدقاء وأحباب الفقيد بأصدق عبارات التعازي سائلين المولى عز وجل أن يرزقهم جميعا جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون

Related Posts

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *