تأمل اليونان استباق جيرانها الأوروبيين لجني ثمار الموسم السياحي الحيوي لاقتصادها مع ترقب عودة السياح إثر رفع إجراءات حجر استمرت سبعة أشهر، الجمعة 14 مايو (أيار).
وقال وزير السياحة، هاري تيوخاريس، مع إطلاق الموسم السياحي رسمياً مساء الخميس في معبد بوسيدون الأثري قرب أثينا، “إننا ننطلق تاركين وراءنا غيوم الخوف السوداء”، متحدثاً عن “تشوق السياح الأجانب” للاستمتاع بطقس اليونان الجميل وشواطئها الخلابة.
استعادة فرصة السفر
في خانيا القديمة على جزيرة كريت ينشغل أصحاب المطاعم والمقاهي في التحضيرات الأخيرة على الشرفات وفي الباحات.
ويقول ألكسندروس كوكوكاريس وهو ينقل الطاولات والكراسي أمام مطعمه في كيساموس قرب خانيا، “نأمل أن يكون الموسم جيداً، وأن يختار السياح بلادنا وجزيرتنا. نطوي الآن صفحة مرحلة صعبة مع الإبقاء على تدابير الوقاية”.
ويستمتع ثلاثة أصدقاء ألمان بمنظر بحيرة بالوس الخلابة على جزيرة كريت على بعد نحو 50 كيلومتراً من خانيا مرحبين باستعادة فرصة السفر.
تقول مضيفة الطيران كارولين فالك البالغة 28 عاماً “إنها عودة الحياة إلى طبيعتها قبل وباء كوفيد. المطاعم مفتوحة ويمكننا الذهاب إلى الشاطئ والاستمتاع بالطقس الجميل والتسوق. الخروج مجدداً أمر رائع”.
ويضيف رفيقها بنديكت غيفن، “اليونان بلد لا حجر ولا إغلاق فيه والرحلة قصيرة من ألمانيا لذا اخترنا أن نأتي بعفوية إلى هنا”.
رفع القيود على التنقل
بين ليلة وضحاها، أعلنت اليونان التي أغلقت منذ السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) رفع كل القيود على التنقل في أرجاء البلاد براً وبحراً من أجل عودة السياح.
فرفع منع التنقل من منطقة إلى أخرى أو التوجه إلى الجزر لغير المقيمين فيها وألغي لزوم الحصول على إذن الخروج عبر رسائل نصية قصيرة وما يرافق ذلك من تدقيق للشرطة وغرامات للمخالفين.
وفتحت المتاحف اليونانية أبوابها الجمعة فيما أصبح بالامكان منذ مطلع مايو (أيار) تناول الطعام والمشروبات على شرفات المطاعم والحانات.
وبات الشرط الوحيد لدخول اليونان شهادة تثبت التلقيح أو اختبار لكشف الإصابة بكوفيد-19 سلبي النتيجة.
وتؤكد الحكومة أن إجراء الفحوصات الكثيفة إلى جانب حملة التلقيح سيسمحان بالسفر بأمان للسياح واليونانيين على حد سواء.
وتحضيراً لإعادة فتح البلاد والموسم السياحي نفذت السلطات اليونانية حملة تلقيح مكثفة أعطت الأولوية فيها للجزر.
وقال وزير السياحة “ستكون كل الجزر محمية بحلول نهاية يونيو (حزيران). وقد تم التلقيح في ثلث الجزر”. وتلقى أكثر من 3.8 مليون شخص جرعة على الأقل من اللقاح في بلد يضم نحو أحد عشر مليون نسمة.
وتعتبر عودة الأجانب إلى كريت وميكونوس وسانتوريني وغيرها من جزر اليونان السياحية أمراً حيوياً للبلاد التي كانت تجني نحو ربع عائداتها من قطاع السياحة قبل الأزمة الصحية.
إعادة فتح الحدود
وفي محاولة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، راهنت اليونان على إعادة فتح حدودها اعتباراً من منتصف أبريل (نيسان) أمام الوافدين الذين تلقوا اللقاح وعلى إطلاق موسمها السياحي قبل الدول السياحية الأوروبية الأخرى مثل إسبانيا وفرنسا.
وفي كريت يتوقع وصول 15 طائرة إلى مطار إيراكليو الرئيس فيها الجمعة، و24 أخرى السبت آتية بغالبيتها من ألمانيا. ويتوقع بالإجمال وصول نحو 150 رحلة جوية دولية إلى مطارات اليونان يومي الجمعة والسبت.
إلا أن بدء الموسم السياحي عانى انتكاسة مع قرار بريطانيا الإبقاء على الحجر الإلزامي للعائدين من اليونان. وتأمل اليونان أن تدرج قريباً على قائمة لندن “الخضراء” عند إعادة تقييم الوضع الصحي.
وتبقى جزيرة كاليمنوس التي يرتادها كثير من البريطانيين في البحر الأيوني محجورة بسبب ارتفاع عدد الإصابات فيها. وما زالت تسجل أكثر من 2000 إصابة يومياً في اليونان غالبيتها في أثينا في حين تبقى المستشفيات تحت الضغوط.
غموض حول القيود
ويقول غريغوريس تاسيوس رئيس اتحاد أصحاب الفنادق “موسمنا السياحي رهن بالبيانات الوبائية والتلقيح. طالما استمر الغموض حول القيود المطبقة في كل بلد لن يحجز السياح عطلتهم”.
وأضاف تاسيوس، وهو صاحب فندق في خلكيديكيا شمال اليونان، “ليس لدينا حجوزات، وفقط 15 إلى 20 في المئة من الفنادق ستفتح الجمعة، أما باقي الفنادق فستعيد فتح أبوابها تدريجياً قبل نهاية يونيو (حزيران)”.
ويعمل ربع من اليد العاملة اليونانية في السياحة، إلا أن الأوساط العاملة في هذا القطاع على جزيرة كوس في بحر إيجه تتوقع “تحقيق نصف إيرادات عام 2019″، على ما يوضح جورج سيغريدوس وهو صاحب حانة على شاطئ البحر.
ومع استمرار القيود على السفر في أوروبا لا يتوقع أصحاب الفنادق اليونانيون وصول أعداد كبيرة من السياح قبل نهاية يونيو أو مطلع يوليو
المصدر: وكالات