أثار المسلسل التلفزي ‘’بابا علي’’ الذي يعرض على شاشة القناة الثامنة ‘’الأمازيغية’’ ضجة كبيرة، على منصات التواصل الإجتماعي، دخل على خطها فنانون ومخرجون سينمائيون، اعتبروا الفيلم ‘’مستنسخا’’ وعبارة عن ترجمة حرفية لمسلسل ‘’علي بابا والأربعين حرامي’’.
ووفق تدوينات، فإن ‘’الفيلم يعد من بين الأفلام الأكثر متابعة، من قبل المغاربة الناطقين بالأمازيغية بمنطقة سوس’’ إلا أن القصة التي تدور أحداث الفيلم حولها، لا تكاد تكون سوى استنساخ لفكرة الفيلم الذي سبق ذكره.
ووجهت التدوينات انتقادات كبيرة، لمخرجي وكتاب سيناريو الفيلم، حيث اعتبروا الفكرة برمتها، ليست سوى إعادة إنتاج أعمال سبق الاشتغال عليها بلغات عالمية، ولا وجود لأي اجتهاد في المضمون، باستثناء تقنيات التصوير والملابس والديكور، اللذان تم اختيارهما بدقة.
وفي ذات السياق، دخل ممثلون ومخرجون سينمائيون، على الخط، حيث اعتبروا الفيلم ‘’نقطة سوداء’’ في الانتاجات الأمازيغية، وتراجعا في مستوى المضمون المقدم للمواطن المغربي الناطق بالأمازيغية، خلال شهر رمضان، على قناة عمومية ممولة من أموال دافعي الضرائب.
ومن جهته، علق الفنان الأمازيغي، رشيد بولمازغي المعروف بـ’’أسلال’’ بسخرية على الفيلم بالقول ‘’الماطش مللي كاتفرج فيه معاود كايفقد البنة ديالو واخا تبدل المعلق حيث النتيجة و الطريقة فايت شفتيها’’ مضيفا في تدوينة مطولة ساخرة على حسابه بالفايسبوك، ‘’ العمل يحمل بين طياته مجهودا جبارا في انتقاء أنواع السب والشتم بحيث يمكن للباحثين الشباب التعرف على كمية كبيرة من المعيور والتنابز بالألقاب التي كان أجدادنا يستعملونها وبحق يحق لنا الافتخار بهذا الكم الهائل من المجاز اللغوي في السب والقدف’’.
مشيرا إلى أن ‘’العمل يجمع نماذج عائلات أمازيغية محافظة على الكراهية بين أفرادها بحيث نكتشف تفننا رائعا في الحوار القدحي بين الزوج وزوجته وبين الأب وابنه وبين الكل والكل ويبقى الكلام الجميل وكلمة صباح الخير نسمعها فقط في منزل أمغار مع ابنته ولعياد بالله وهذا في حد ذاته تجسيد بأن أجدادنا كانوا فقراء حقيرون وهذا انجاز عظيم كشف عنه المسلسل’’.
وأردف ‘’الحقيقة التاريخية التي يحملها المسلسل هي أننا شعب لازين لا مجي بكري خيبوعون و يحق لنا الافتخار باحتلالنا المراتب الأولى في البشاعة، واليوم نبرز للعالم أننا شحيحون بخلاء فعلا ويحق لنا الافتخار بذلك وما نتفاخر به في السوشل ميديا من موائد مملوءة بأركان وتامنت وأملو مجرد خرافة والحقيقة التي ابرزها المسلسل هي أننا شعب صبور يعيش بالزيت والخبز وسكسو وتاكلا وتحدينا الحياة بشح كبير وهذا سبب عدم انقراضنا وبالتالي فالمسلسل يعطي فرصة من دهب للعلماء والأطباء للنبش في القوة الخارقة لشعب عاش قرونا بالزيت وسكسو’’.
واختتم تدوينته بالقول ‘’ نتيجة استنتجتها ابنتي الصغرى حين قالت لي : أر كولو ساوالن غويد ديكويا نسن (يتحدثون جميعا في آن واحد)… فلفتت انتباهي الى أن نهاية كل حوار يفكر الجميع بصوت عال وهذه ميزة أخرى تميزنا عن العالم فنحن الشعب الوحيد الذي يفكر بصوت عالي ولغتنا تفهمها الحيوانات كذلك فلا يفوت مشهد إلا وكلم فيه أحدهم حماره وفرسه ونعجته وهذه مادة دسمة لعلماء اللسانيات فنحن الشعب الوحيد الذي يمكن للحمير والدواب أن تفهم كلامنا’’.