غير مصنف

بقلم الدكتور الفنان الأكاديمي محمد بنعبد الله

بمناسبة تخليد المملكة المغربية لليوم الوطني للطفل ” 25 ماي “” تحية من عبق الطفولة أرفعها إليكم… “ما أجمل أن تكون الحياة ملونة ببراءة الطفولة، تداعب أناملهم الصغيرة أحلامهم الكبيرة، فتبعث الإبتسامة لشفاهنا وتذوب آلامنا حينما نراها ونتأملها …نعيش في أحلامهم وآمالهم، ونسبح في خيالهم الواسع …يلعب الفن دورا مؤثرا في حياة الطفل، وخاصة التعبير الفني بالرسم، فالرسم بمثابة اللغة التي يتواصل بها الطفل مع الآخرين حينما لا يستطيع التحدث باللغة اللفظية، لينقل لنا أفكاره وأحاسيسه وانفعالاته … فالرسم معنى عقليا أكثر منه معنى جماليا، فهو لغة لمن يعانون من نقص اللغة، أو من وجود صعوبات لغوية، تعوق عملية تواصلهم مع الآخرين … يرغب الطفل دائما في تفريغ طاقاته الكامنة من خلال رسوماته التي يعدها متنفسا يعبر به عن خلجات نفسه، وخفايا شخصيته، وقد لا يعلم الكثير من الآباء والأمهات، ما لهذه الرسوم من أهمية كبيرة، و دلالات متعددة تبدأ من شخصية الطفل نفسه، وتنتهي عند اكتشاف الحالة النفسية له … لقد أثبتت العديد من الدراسات الطبية منها والنفسية والإجتماعية، التي تعنى بالأطفال و حياتهم النفسية و السلوكية، مدى ارتباط كل ما يرسمه الطفل في مراحل طفولته المختلفة، بشخصيته، ونفسيته، بشكل كبير … وفي نظري وحسب تجربتي المتواضعة فإن كل ما تحتاجه الأم لمعرفة شخصية طفلها من معدات، هي قلم وورقة، والحذر من إشعار الطفل أنه قيد اختبار، فلا بد أن يكون الوضع بالنسبة له مجرد لعبة، حتى لا يتخلى عن عفويته، وهي بذلك تصنع من خلال هذه الرسومات جسرا يسمح لها بالإقتراب من طفلها حتى تساعده على بناء صحته النفسية دون تعليق على نوعية الرسم، لأن من شأن ذلك أن يؤثر سلبا عليه، بل عليها أن تكتفي بالثناء والتشجيع بدون الخوض في التفاصيل، ويفضل أن تحتفظ الأم بالرسم في مكان بارز لأطول فترة ممكنة وتخبر والده بأن هذا الرسم الجميل هو من إبداع طفلهما … فالفن يتيح للطفل ممارسة نشاطه وتلبية حاجاته النفسية والعقلية، كما يسمح له باستخدام عقله ويديه، ودرجة استجابته لما يراه وما يسمعه وما يشعر به وما يلمسه، ومدى رغبته في زيادة اتصاله بالآخرين ، كل هذا له علاقة بسعادته … ويبقى هذا اليوم 25 ماي والذي نخلد فيه اليوم الوطني للطفل، مناسبة لتجديد انخراط جميع الفاعلين ببلادنا بشأن الطفل، حكومة وجمعيات وفنانين ومثقفين ومنظمات وطنية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يولي عناية خاصة للنهوض بأوضاع الطفولة وحمايتها، والانخراط الشخصي لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل … الفنان التشكيلي الأكاديمي والفاعل الجمعوي والحقوقي الدكتور محمد بنعبد الله سفير الابداع والأمل والسلام العالمي

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى