عبد الرحيم الصالحي/
”الأرقام لا تخطئ”، كثيرا ما ترددت هذه العبارة على لسان السيد مصطفى بودرقة، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لأكادير، خلال اللقاء الذي نظمه النادي الجهوي للصحافة بأكادير أمس الأربعاء 7 يونيو 2023، حول موضوع آفاق المشروع التنموي للمدينة في ظل أكادير -وسط المملكة-، ومنتهى تلك العبارة راجع بالأساس “حسب بودرقة” إلى مصداقية وجدية والتزام المجلس الجماعي تجاه البرنامج العام الذي سطرته منذ توليها مسؤولية تدبير الشأن العام للمدينة، ورد واضح للمشككين والمشوشين، وأنه بدليل الأرقام قطع المجلس أشواطا هامة في إعادة الحياة للمدينة وإن بشكل من الأشكال،.
كما استعرض السيد مصطفى بودرقة خلال هذا اللقاء التواصلي، سير المشاريع المنجزة في إطار برنامج التهيئة الحضرية لأكادير 2022-2027 التي أرسى لبناتها جلالة الملك محمد السادس، بكثير من الأرقام والتفاصيل الدقيقة التي أبانت إلمامه العميق بحيثيات المشاريع التي تعتكف الجماعة على إنجازها.
وأكد بودرقة على أن أول عقبة واجهت المجلس الحالي ارتكزت بالأساس حول البحث عن سبل تمويل جديدة لإتمام وتنزيل برنامج التهيئة في آجاله، فكان تحديا وتمرينا ديموقراطيا حول جدية ومصداقية هذا المجلس، حيث انسلخت منه الذات السياسية وحلت محلها المصلحة العامة للمدينة، وقد اهتدى المجلس إلى إعادة الاعتبار وتثمين ممتلكات الجماعة التي اكتريت في ما سبق بسومة كرائية شهرية أو دورية أو سنوية يندى لها الجبين، وتمكن المجلس من اعادة بعضها إلى قيمته العقارية الحقيقية، وأخرى في طور التدبير أو التفاوض أو بين يدي القضاء، هذا الإجراء جر على المجلس الكثير من العتاب والتشويش ،بحسب بودرقة، حيث تم استغلاله من طرف البعض للتشويش على عمل المجلس خصوصا وأن هناك ممتلكات للجماعة يتم استغلالها لأغراض غير التي كانت مسطرة لها.
وعن العتاب المتكرر، على منصات التواصل الاجتماعي، حول إقصاء الجماعة للأحياء الهامشية والانكفاف على المناطق الساحلية، كان جواب النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لأكادير، “أن مدينة أكادير مدينة سياحية، والاقتصاد السياحي جزء كبير من اقتصاد المدينة، وأن المنطقة السياحية توفر مناصب شغل مهمة لساكنة المنطقة، وبالتالي كان وجوبا علينا الاهتمام بأحد مصادر الدخل أولا، ثم بعدها يأتي الدور على المناطق الهامشية التي نحن بصدد الاشتغال عليها كذلك.. حيث تم رصد مبلغ 130 مليون درهم لمنطقة سفوح الجبال وأنزا العليا من أجل تقليص الفوارق الاجتماعية المتواجدة بين الأحياء.. فالأمر راجع إلى ترتيب الأولويات بحسب الإمكانات المتاحة”.
كما رحب السيد بودرقة في معرض حديثه بالنقد والنقد البناء، وشجب النقد الذي يفتقر إلى الأخلاق المشحون بسوء النية، وربط نجاح تدبير الجماعة إلى كل الفاعلين بالمدينة منتخبين ومدنيين وجمعيات ومؤسسات، “فالنجاح نجاح جماعي، لكن الفشل يعود للمدبرين للشأن المحلي” يقول بودرقة.
إضافة إلى ذلك، أفصح مصطفى عن دراسة يقوم بها المجلس ستعمل على إعادة تأهيل كل الأحياء التابعة للجماعة، بما فيها الهشة، بتكلفة مالية تتراوح ما بين 550 و700 مليون درهم، حيث سيتم تأهيل هذه الأحياء بنفس جودة الأحياء السياحية، للحفاظ على جمالية المنظر العام للجماعة، دون إقصاء أي حي من أحيائها.
هذا وقدم النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لأكادير في مداخلته، مجموعة المعطيات التقريرية حول مسار المشاريع التي تشهدها المدينة في مجال الصحة والبيئة والرياضة والسياحة والاقتصاد، بما فيها تهيئة الفضاءات العمومية والمساحات الخضراء، وأكد على أنه ”يمكن مقارنة عمل مخطط الجماعة بمستوى الرضى.. وأصبحنا أقرب لتحقيقه”.
وفي آخر مداخلته، أكد على أن رأسمال جماعة أكادير هو الإنسان، فعليه الانخراط أيجابا للإبقاء على استدامة هذه المشاريع وأخرى، ليس لأن المجلس الحالي هو الذي قام بها، بل لأن المدينة تستحق، وعلى الجميع العمل من أجل البناء بالتزام ومسؤولية وإبداع.