تعد مدينة تارودانت من اقدم المدن المغربية على الإطلاق.اذ يبقى تاريخ تأسيسها موضوع تضارب بين المهتمين.فالبعض يرجع تاريخ تأسيسها الى عصر الرومان في حين يرجح البعض الاخر تأسييسها الى عصور ما قبل الميلاد.فمن هي تارودانت؟ وأين تقع؟و ما اصل تسميتها؟وكيف حالها الان؟
تقع تارودانت على سهل غني في الجنوب المغربي يسمى سهل سوس.اعتمدت في اقتصادها على الفلاحة بالدرجة الاولى.و ذللك راجع الى المقومات الزراعية التي تتميزه بها من وفرة المياه و جودة التربة .الشئ الذي جعلها مستقرا مغريا للساكنة المتعاقبة عليها منذ القدم.اما اصل تسمية المدينة فقد اثيرت حوله الكثير من الروايات.في غياب تام لاي اجتهاد من لدن المؤرخين و المهتمين.فهناك من يقول ان اصل التسمية يرجع الى التجار القدامى من بلاد الشام.الذين سموها على غرار الشبه البين بين تارودانت و بعض بلاد الشام.حيث اطلقو عليها اسم (رودانة بنت الشام ).بالمقابل يعزى البعض تسمية المدينة الى ملكة أمازيغية مشهورة اسمها (تارودانت).اما الرواية الشائعة لأصل التسمية.فهي الرواية المعروفة بين الناس الى الٱن.وهي ان تسمية المدينة .ماهي إلا صرخة ٱمرأة أمازيغية مستغيثة بعد جرف الوادي لأبنائها و التي تعني باللغة العربية (الابناء ذهبو).و بالامازيغية (تاروا-دان).أي تارودانت بالنطق الكامل للجملة.
تشكل المجتمع الروداني القدبم من مجموعات قبلية.مكون من قبائل هشتوكة و حزولة و مصمودة. عرفت المدينة اوجها بين الدولة المرابطية و الدولة الموحدية.لكن عصرها الذهبي ستعيشه تارودانت مع بزوغ الدولة السعدية.التي ستجعل من المدينة عاصمة لها.و قلبا نابضا لتجارتها وتعاملاتها الاقتصادية.لموقعها الاسترايجي اولا .ولاهتمامات السلطان السعدي المولى احمد المنصور الذهبي.الذي اعطاها اشعاعا فكريا و دينا و مركزا لجيوشه و ادارته المركزية.تحتضن تارودانت الى الان مجموعة من المٱثر التي تخلد لغنى الموروث و الحضارات المتعاقبة عليها.و لعل ابرزها السور العظيم الذي يحيط بالمدينة من جميع جوانبها.هذا السور الذي بدوره يبقى مصدر جدل ايضا.حول الجهة التي قامت ببنائه.فالسور على كل حال كان ذو اهداف دفاعية و عسكرية محضة.حيث يمتد الى مسافة 7.5 كلم.تتخلله خمسة ابواب متفرقة على امتداد السور.بالاضافة الى عدد من الابراج العالية للمراقبة.من المعالم المشهورة ايضا بالمدينة (دار البارود) التي بناها واحد من اعيان المدينة يدعى القايد حيدة ميس.هذه المعلمة التي تعد ارثا وطنيا لما تضمه من ابداع معماري مغربي جميل.تضم تارودانت ايضا عددا من المساجد العريقة التي يمتد تاريخ بعضها الى العصر الموحدي و السعدي.كالمسجد الاعظم و مسجد فرق الاحباب. بالاضافة الى احتضانها لمنارة معرفية زكت مكانتها العلمية و المعرفية ألا و هو معهد محمد الخامس للتعليم الاصيل .الذي اسس على يد الملك محمد بن يوسف اثاء زيارة له لتارودانت كانت تارودانت و لا زالت مركزا للتلاقح و التعايش الديني بين مختلف الاديان.و مازالت تحتضن الى الان العديد من المعالم الدينية المسيحية و اليهودية.مخلدة لتعايش ديني غني عاشته المدينة في يوم من الايام. لقد عاشت تارودانت فترات زاهية على مر العصور .فترات اسهمت في اغناء رصيدها التراثي و الفكري و العلمي.سالبة بذلك لب كل من زارها من الزوار و السياح.بل جعلها العديد من الغرباء مستقرا لهم.
تعيش تارودانت حاليا و ضعا صعبا على جميع الاصعدة.كما انها لم تعد تلعب ذلك الدور الريادي الذي لعبته في الماضي .فرغم كل ما تتميز به من مؤهلات اقتصادية و بشرية.فالتهميش الممنهج الذي تعيشه.اثر بالسلب على الوضع العام للمدينة.بطالة متفشية و غياب اي مخطط لحفظ الموروث الحضاري و التراثي و الثقافي للمدينة.الكاتب: العلوي حسن