اخبار دوليةسلايدشوسياسة

تصريحَات مدريد تُجاه الربَاط تتدرّج من الصَّرَامَةِ إلى اللُّيُونَةِ

قالت المجلة الاسبانية “باتيو ليبر”، إنّ نبأ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب التامة والكاملة على صحرائه، أربك حكومة مدريد، حيث قامت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا وحليفها اليساري المتطرف في الحكومة، بمضاعفة “التقلبات والمنعطفات” لمحاولة عكس قرار ترامب، أو على الأقل تجميده.

وأضافت المجلة، أنه مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة، تخلت أرانشا، وآخرون عن واجبهم في الاحتياط والاحترام المتبادل تجاه البلد المجاور، وشّنِ حملة معادية على المغرب، كما كانت تعمل سراً، لإبعاد فريق بايدن عن تنصيبه في البيت الأبيض، وذلك للعودة إلى “الموقف التقليدي” للولايات المتحدة فيما يتعلق بما يسمى بـ”الوضع القانوني للصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.

وأوضح المصدر ذاته، أنّ الوزيرة أعلنت بصوت عالٍ أن لإسبانيا “مصالح أيضا في الصحراء”، مؤكدة” أنها بصدد تقديم احتجاجات لفريق بايدن لتنبيههم إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين الطرفين”، وتحديدا المغرب والجبهة الانفصالية.

ولفتت المجلة، إلى أنّ حكومة مدريد تحاول أن تبادل الرباط مرة بسياسات “عدائية”، وتارة آخرى بنهج ديبلوماسية “ناعمة”، حيث دعت الاستراتيجية الجديدة للعمل الخارجي التي أعدتها إسبانيا للفترة ( 2021 ـ 2024 ) إلى دعم وتعزيز الحوار والتعاون مع البلدان الشريكة مثل المغرب.

كما أكدت هذه الاستراتيجية الجديدة التي قدمتها أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، أخيراً، أمام مجلس الوزراء الإسباني على ضرورة وأهمية المضي قدما في دعم وتعزيز الحوار مع دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة المغرب العربي وبالتحديد مع المغرب.

وأبرزت المجلة الإسبانية، أنّ الوثيقة التي تتكون من 100 صفحة، تدعو إلى تنظيم مشاورات سياسية منتظمة مع المغرب وعقد اجتماعات رفيعة المستوى، كما شدّدت هذه الاستراتيجية التي سيتم تقديمها إلى غرفتي البرلمان الإسباني على أهمية وضع استراتيجيات مُحددة للتعاون مع المغرب في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وبمقتضى هذه الاستراتيجية التي تُحدد الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لإسبانيا، تضيف الصحيفة، فإنّ الدولة الإيبيرية تعتزم ممارسة رئاسة نشيطة وفعالة في عام 2021 لحوار (5+5) لغرب البحر الأبيض المتوسط فضلا عن تنظيم المنتدى الخامس للاتحاد من أجل المتوسط.

وأشارت المجلة، إلى أنّ الوزيرة الإسبانية، كرّرت نفس الخطاب يوم الأربعاء، في منتدى الاقتصاد الجديد المخصص لمناقشة الشؤون الجارية في السياسة الخارجية الإسبانية، وقالت إنّ “صلابة ونضج” العلاقات بين إسبانيا والمغرب تسمح لها بتجنب أي سوء “تفاهم محتمل”.

وأضاف المصدر ذاته، أنه بالنسبة إلى وزيرة الخارجية الإسبانية، فإنّ “العلاقات الجيدة بين البلدين وثيقة وعميقة ومتينة، ودرجة نضجها تسمح بإجراء مفاوضات صريحة وتجنب سوء التفاهم المحتمل”.

وقال مرة أخرى “أريد أن أسلط الضوء على هذه المتانة التي تميز علاقاتنا وتفتح لنا الطريق لتعزيز تعاوننا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والاستثمارية”.

هذه الرغبة نفسها في تعزيز العلاقات والتعاون مع المملكة، عبّر عنها مؤخرا رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الذي أصر على الطبيعة الاستراتيجية لعلاقات بلاده مع المغرب، مُذكراً أن الاجتماع الرفيع المستوى القادم سيعقد من أجل إعادة تعزيز الشراكة الثنائية القوية.

وقال خلال المؤتمر الرابع لسفراء إسبانيا المعتمدين في الخارج، إنّ “المغرب له أهمية قصوى لمصالح إسبانيا”، ومن خلال وضع المغرب “كبلد رئيسي” للمصالح الإسبانية، دعا سانشيز إلى “استئناف المفاوضات” في الأقاليم الجنوبية، وذلك برعاية وتوجيه الأمم المتحدة.

وأشارت المجلة، إلى أنّ الخلافات بين البلدين تطفو على الواجهة باستمرار، من قضية الصّحراء إلى الهجرة السرية، ثم سبتة ومليلية، وبينما يُبدي المغرب دائمًا علامات الحكمة ويُفضّل طريق الحوار، فإنّ إسبانيا تتبنى سياسات مُتذبذبة، تعتمد على رغبة الحكومات المحلية، والتيارات التي تهيمن عليها.

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *