تشهد عدة مناطق في سوس تطورات خطيرة تنذر باندلاع مواجهات عنيفة بفعل استمرار الاعتداءات المتكررة للرحل على الساكنة المعزولة بقرى وجبال سوس، وتوغلهم بالمناطق الجبلية والسهلية، إضافة إلى تعنتهم واختيارهم لأساليب العنف والمواجهة. وطيلة أيام الأسبوع الجاري، تتعرض بيوت مواطنين في عدد من دواوير قبائل ايت كحمان ايت إغير اكني نومان جماعة ارازان إقليم تارودانت لهجومات متتالية من طرف الرعاة الرحّل الذين يستعينون بالمقاليع لترهيبهم بغية فرض سيطرتهم على المناطق التي يرعون فيها قطعان إبلهم وأغنامهم، وهو الأمر الذي قد ينذر باندلاع مواجهات عنيفة بين الرعاة و ساكنة المنطقة.وجاءت هذه المواجهة التي استعمل فيها الرعاة المقاليع و الرشق بالحجارة والهراوات لفرض الأمر الواقع على الساكنة، بعد “اكتساحهم” لجل المساحات المزروعة وإتلاف محاصيلها من مزروعات خُضر وأشجار وسط تهديدات متواصلة و صمت مطبق للسلطات المعنية.وكانت المواجهات بين ساكنة سوس و الرحل قد تسببت السنة الماضية مما تسبب في سقوط عدد من المصابين خلال الحوادث التي عرفتها تلك المناطق. استدعت تدخل عناصر الدرك الملكي والسلطات لأكثر من مرة، بشكل مباشر لتفريق المواجهات قبل أن تخرج علی السيطرة ويقع ما لا يحمد عقباه.و كانت عدة مصادر توقعت، حدوث مواجهات بين الرعاة والسكان، في ظل الأجواء المشحونة والتهديدات المتواصلة للرعاة الرحل الذين يملكون المئات من رؤوس الأغنام والإبل التي ترعى بالاراضي الزراعية والفلاحية في منطقة سوس، ويهددون حياة من اقترب منها أو أمر بإبعادها.وعلى إثر التطور الخطير، حملت “تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة” مسؤولية ما يتعرض له سكان القبائل التي يبسط عليها الرعاة الرحل سيطرتهم للسلطات الإقليمية والمحلية، فيما تتزايد بوادر نشوب مواجهات بين السكان والرعاة، حيث تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات من أهالي المنطقة المقيمين في المدن إلى الانضمام إلى ذويهم من ضحايا الرعي الجائر لمواجهة الرعاة.وقالت التنسيقية إن الرعاة الرحل ينتهكون أراضي وممتلكات ساكنة أقاليم سيدي إفني وتيزنيت وتارودانت واشتوكة آيت باها، واستغلو عدام تحروك السلطات العمومية لانتهاك منازل الساكنة وممارسة التعنيف في حق أهلها، وتهديدهم وترهيبهم،وناشدت تنسيقية أكال السلطات بالتدخل العاجل لوضع حد لما سمّاه “الأزمة المستفحلة سنة بعد أخرى”، مطالبا بـ”تطبيق القانون دون تمييز والخروج من حالة الحياد السلبي الذي قد يتحول أحيانا إلى انحياز للطرف المعتدي”.