تعيش مدينة طاطا منذ سنوات، على وقع استغلال الأراضي الفلاحية، من أجل إنتاج فاكهة ‘’البطيخ’’ من قبل مستثمرين، حولوا هكتارات من الأراضي إلى ضيعات فلاحية في منطقة شبه صحراوية، مما دفع فعاليات إلى دق ناقوس الخطر حول نتائج هذا الاستغلال بسبب قلة الموارد المائية واستنزافها، مما يشكل تهديدا على الساكنة والأمن المائي بالمنطقة.
وسبق لفعاليات مدنية بمدينة طاطا أن راسلت رئاسة الحكومة، من أجل وضع حد للاستنزاف الكبير للموارد المائية بطاطا، في ظل تزايد عدد الضيعات الفلاحية الخاصة بإنتاج ‘’الدلاح’’ وضرورة تعويض ذلك بالمنتجات الفلاحية ‘’الوحاتية’’ من أجل استدامة استعمال الماء واستغلال المياه العادمة لخلق مناطق خضراء بجنبات الواحة’’.
وفي ذات السياق، قال أوتشرفت رئيس منتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الانسان، في تصريحه إن ‘’ المنطقة تعيش اليوم وضعا خطيرا بسبب تزايد عدد الضيعات الفلاحية المختصة في انتاج البطيخ الأحمر، مما يعمق أزمة جفاف الأبار والعيون، وتحويل الأراضي الفلاحية الخصبة خلال مدة لا تتجاوز 50 يوما إلى أراضي غير قابلة للاستخدام’’.
ويضيف المتحدث ذاته أنه ‘’ سبق أن تم عقد لقاء دراسي شاركت فيه مختلف الجهات المتدخلة، وتم الخروج بتوصيات، ومن بينها أنه على وكالة الحوض المائي أن تفرج عن الدراسة التي تم إنجازها حول تأثير الزراعات الدخيلة على المناطق ‘’الواحية’’ أبرزها البطيخ الأحمر، لكن لحدود الساعة لم يتم ذلك’’.
مشيرا في ذات السياق، إلى أن الفلاحين الصغار يؤكدون على أن المياه في تناقص مستمر منذ سنة 2006، والأمر الأساسي الذي طالبنا به هو تقنين هذه الزراعة، حيث نجد اليوم تزايدا كبيرا في عدد الضيعات الفلاحية، والتي وصل عددها إلى أزيد من 50 ضيعة، وعلى مساحة شاسعة جدا تتراوح بين 20 و50 هكتارا للضيعة الواحدة’’.
مبرزا في حديثه على أن مبررات السلطات للإبقاء على هذه الضيعات تتمثل بالأساس في توفير فرص الشغل لعدد كبير من الساكنة تتراوح بين 2000 عامل وعاملة، ونحن لسن ضد كل هذه الأمور، لكن نطالب باعتماد فلاحة تحترم المجال والفرشة المائية وإحترام حقوق العمال الذين لا يتوفرون على أبسط ظروف العمل الكريم، لأن أساس الاستقرار هو الاستثمار وتوفير مورد رزق’’ على حد تعبيره.
وفي تدوينة له كتب حفيظ اوفقير، فلاح من دوار تيكان اقليم طاطا ‘’إن ما يستنزفه البطيخ في 89 يوم، هو كمية المياه التي يستنزفها النخل سنة كاملة، واليوم يستغرق ملئ صهريج الماء الخاص بالسقي أكثر من 12 ساعة، في حين أن المدن لم تكن تتجاوز 6 ساعات سنة 2010’’.
وأضاف ‘’الوضع تسبب في موت أشجار النخيل، عمرت لأزيد من 100 سنة، وانخفاض المساحات المسقية بسبب قلة المياه والحرارة المرتفعة التي تصل إلى 46 درجة’’.