بقلم د. أحمد الصلاي
ذكرى استرجاع وادي الذهب.. درس في استكمال الوحدة الترابية، ان هذا الحدث يمثل “مفخرة وعبرة ملهمة للناشئة والأجيال الجديدة حتى تظل على ارتباط وثيق بقيم الوطنية الصادقة والتضحية اللامشروطة وروح المواطنة الإيجابية للدفاع بشكل أفضل عن المصالح العليا للبلاد”، داعيا إلى “استلهام ما يزخر به موروثنا التاريخي والحضاري من دلالات عميقة وأبعاد رمزية في مسيرات الحاضر والمستقبل”.
وتأتي هذه الذكرى التاريخية والوطنية في سياق الدينامية المتجددة التي تشهدها المملكة للدفع بعجلة التنمية بكل ربوع المملكة عموما والاقاليم الجنوبية تحديدا وذلك في إطار سياسة تحصين الوحدة الترابية للمملكة، والسعي بكل الوسائل الممكنة إلى جعل جهة الداخلة وادي الذهب، قطبا اقتصاديا تنمويا مستقبليا على المستوى الجهوي والوطني والافريقي والدولي خصوصا وأنها تشهد تحولات استراتيجية واقتصادية جعلت منها محركا أساسيا في التنمية الاقتصادية.
ان تصور المشاريع التنموية الدامجة والمستدامة تضع المواطن في صلب الأولويات، وهو خيار مهد الطريق أمام تحول عميق وجذري في جهة الداخلة وادي الذهب والجهات الصحراوية الثلاث، وهي مناطق من الوطن لم تشهد أية تنمية اقتصادية واجتماعية إبان فترة احتلالها. وبعد أربعة عقود من تحرير هذه الجهات والأقاليم، تعيش المنطقة على وقع دينامية متواصلة في مختلف مجالات التنمية الشاملة والمتكاملة والمندمجة في الاقتصاد الوطني.
ويعتبر النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس بالعيون يوم 6 نونبر 2016، بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، خطوة أخرى في المسار التنموي، ترتكز في مضمونها على التنمية المتكاملة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
إن الاحتفاء بالذكرى 45 لاسترجاع إقليم وادي الذهب ككل سنة، واستحضار دروسها ودلالاتها في نطاق درس الوحدة الترابية للمملكة، يدعونا لأن نقف وقفة تأمل وتدبر لاستقراء هذه المرحلة من مظاهر ومعالم البناء والنماء التي بصمت تاريخ عهد الاستقلال الزاهر والزاخر بمشاريع وبرامج تنموية ناهضة وبانية للوحدة الترابية، والاقتصاد الوطني والمجتمع الجديد على قيم ومقاصد التطوع والتضامن والحماية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والمجالية. إنها الرسائل السامية التي تتوخى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إيصالها وانتقالها من جيل إلى جيل بما تحمله من معاني وتجليات القيم الروحية والوطنية، التي ينبغي إشاعتها باستمرار في نفوس وأوساط الشباب والناشئة والأجيال المتعاقبة، لتتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني وبالهوية المغربية.أن مسلسل صيانة وتثبيت الوحدة الترابية يتواصل اليوم بقيادة الملك محمد السادس الذي أعطى لتنمية الأقاليم الجنوبية وتحصين الوحدة الترابية للمملكة أولوية كبرى، كما تجسد ذلك خطبه وزياراته الميمونة المتعددة للأقاليم الجنوبية ومبادرة الحكم الذاتي الموسع في ظل السيادة المغربية. أحمد الصلاي رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب