بقلم الحبيب غاندي، لموقع أخبار7/
عادت من جديد عجلة البطولة للدوران بعد توقف استمر لحوالي الشهر ونصف الشهر مع ميزة خاصة تتجلى في عودة عادة إقالة المدربين منذ الدورات الأولى التي كادت أن تختفي إلى حد ما خلال السنوات الأخيرة، فحتى الآن وقبل نهاية الثلث الأول من البطولة تمت إقالة 9 مدربين واللائحة مرشحة للارتفاع بعد الشائعات التي تشير إلى احتمال إقالة مدرب حسنية أكادير التونسي منير شبيل.
صحيح أن بقاء المدرب أو مغادرته لأي ناد رهين بالنتائج، وصحيح أيضا أن الأندية التي أقالت مدربيها تعاني من تذبذب على مستوى النتائج، لكن بالمقابل حتى الآن لا يوجد أي ناد ضمن مكانته رسميا ضمن أندية القسم الأول من البطولة الاحترافية بما فيها متصدر الترتيب وبالتالي فربط ظاهرة إقالة المدربين بالخوف من مغادرة قسم الكبار يبقى ضرب من الجنون مادامت بإمكان كل فريق أن ينافس على 69 نقطة في الوقت الذي يمكن لأندية البطولة أن تضمن بقاءها بقسم الكبار بالحصول على الأكثر على 33 نقطة.
في الواقع تظافرت مجموعة من الظروف في عودة هذه الظاهرة غير المرغوب فيها. في مقدمتها ، طبعا ، الحالة الاستثنائية التي يعرفها العالم اليوم المرتبطة بجائحة كورونا والتي أدت إلى تأخر نهاية الموسم المنصرم حتى شهر أكتوبر 2020 م في وقت انطلق فيه الموسم الحالي في الأسبوع الأول من شهر دجنبر والذي يمثل في الظروف العادية نهاية مرحلة الذهاب وبالتالي لم يتسن للأندية القيام بتقييم مرحلة ما بعد التوقف الاضطراري الناتج عن حالة الطوارئ التي شلت المغرب منذ منتصف شهر مارس المنصرم واستمرت حتى أواخر شهر يوليوز مما اضطر المسؤولين بالأندية باستثناء أندية قليلة إلى اعتماد نفس الطاقم التقني على العموم للإشراف على استعدادات الموسم الموالي مادام هناك قبول بالنتائج المحققة. من العوامل التي يمكن أن نفسر بها حالات الاستغناء عن المدربين أيضا عودة منافسات البطولة بعد نهاية منافسات الشان والتي صادفت نهاية فترة الانتقالات الشتوية الراكدة والتي زكت الركود الذي عرفته فترة الانتقالات الصيفية التي صادفت انطلاق البطولة الحالية والمميزة على العموم بشح قطع الغيار الناجعة إلى جانب الضائقة المالية لجل الأندية مع معطى جديد يتجلى في فرض الجامعة قيود صارمة على تعاقدات الأندية والتي تفرض وجود ضمانات مالية بموجبها تبني عليها الجامعة تأهيل اللاعبين المراد التعاقد معهم وفي حالة حدوث العكس فلا تعاقد بين النادي واللاعب المراد التعاقد معه و في ظل هذا الوضع وفي ظل فشل المدرب من وجهة نظر المسير من تحقيق نتائج طيبة مع نفس التركيبة البشرية أصبح من الضرورة بمكان التدخل بإقالة المدرب حتى لا يقع المحظور. ومن العوامل أيضاـ إن لم نقل أهمها ـ غياب رؤية لدى أغلب المكاتب المسيرة التي عمدت على إقالة مسيريها مع الدورات الأولى لهذا الموسم ، ونستثني هنا المكتب المسير لمولودية وجدة و حادث إقالته لمدربه السابق عبد السلام وادو بفعل تصرفاته الصبيانية وغير الناضجة ، فأغلب هذه الأندية بشكل أو بآخر تسرعت في قرار إقالة مدربيها بالنظر لطبيعة الظروف الراهنة والتي تفرض لعب مقابلة كل ثلاثة أيام بعد موسم متواصل منذ شهر يوليوز وبالتالي فأغلب الأندية التي عانت من النتائج السلبية بدأت تعود تدريجيا لتحقيق نتائج إيجابية أو على الأقل بدأ مردودها في التحسن تدريجيا مع مرور الوقت وإن لم تتحقق النتائج بعد وبالتالي فالتذبذب بين تحقيق النتائج السلبية و الإيجابية في هذا الموسم بالذات سيعتبر مسألة عادية في ظل ظروف الاستعداد لبداية الموسم القصيرة و ظروف التعاقد مع اللاعبين وأيضا لمدى قدرة اللاعبين على إجراء مقابلات كل ثلاثة أيام مع ما يواكب ذلك من تنقل بين مناطق المغرب شماله وجنوبه وشرقه وغربه دون أن ننسى الأزمة المالية التي تعاني منها جل الأندية والتي وجدت صعوبات جمة في تصريف رواتب اللاعبين و الأطر التقنية بعد تراجع عائدات المستشهرين و مداخيل الجمهور، ولعل أبرز مثال على ذلك وضعية فريق اتحاد طنجة الذي حصد إلى الآن أربع هزائم متتالية دون أن يفكر في إقالة مدربه وهذا ما يؤكد أنه يملك رؤية و أنه سائر في الطريق الصحيح، على الأقل، طريق ضمان بقاءه بين أندية الصفوة بالنظر لعدد المقابلات التي لعبها لحد الآن برسم البطولة الاحترافي و بالنظر أيضا للنتائج المحصل عليها، فمن الواضح بالنسبة له أن اللعب على لقب البطولة وإن كان من الممكن من الناحية الحسابية فإنه صعب المنال في ظل نفسانية اللاعبين المتأثرة بإعلان ثلاثة من أبرز مستشهري النادي تعليق دعمهم مؤقتا نتيجة تضررهم بسبب الجائحة.