سعيد هموش، ناشط بيئي/
تكررت مؤخرا جرائم في حق البيئة بمنطقة ايت الطالب ابراهيم جماعة سيدي حساين إقليم سيدي إفني، لكن الضحية هذه المرة شجرة الأركان.
صبيحة يومه الجمعة وأنا على عادتي أستمتع بالمجال البيئي الرائع الذي تحظى به منطقتنا، فاجئني سلوك حز في النفس كثيرا خصوصا وأنه تكرر فيما مرة، فقد صادفت على قارعة الطريق ما تبقى من أشجار الأركان التي تم اقتلاعها ربما ليلا من طرف مجهول، مع العلم أن هذه الأشجار يُقارب عمرها أو يتجاوز المائة سنة وأكثر، وتعاني من التصحر والجفاف نتيجة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم بأسره، بالإضافة إلى الرعي الجائر الذي ينخر بدوره في البيئة دونما حسيب ولا رقيب.
أصبحت هذه الأفعال الإنسانية تهدد بشكل كبير البيئة بالمجال الجبلي في وقت يشهد العالم صيحات إيكولوجية ودعوة إلى القادة الجدد للاهتمام أكثر بالجانب البيئي.
تشهد المنطقة وأحوزها؛ كذلك؛ اجتثاث نبتة الزعتر والشيح اللتين ستنقرضان لا محالة في قادم السنين نتيجة الاستغلال الجائر لهما وغير المنضبط لعدم تركهما تنموان إلى حين موعد قطافهما.
هذه التدخلات الإنسانية في حق البيئة أعتبرها- بصفتي ناشط بيئي- جرائم في حق البيئة والطبيعة التي حباها الله بنظام طبيعي عاشت معه لآلاف السنيين وها هي اليوم بدعوى الحاجة والقوت اليومي تنقرض اتباعا، وحتى لا تصير الجبال قرعاء وجب الانخراط الفعلي في عمليات التحسيس والتوعية لردع مثل هذه الجرائم من جهة ولجمال البيئة من جهة أخرى.