بقلم: المحلل الرياضي غاندي الحبيب /
بالأمس فقدت الرياضة المغربية هرما من أهراماتها الذي كانت له ولا شك مساهمات هامة في الرياضة المغربية. الأمر لا يتعلق بممارس أو مسير أو حتى مدرب وإنما بالصحفي الرياضي شكري العلوي الذي غادرنا إلى دار البقاء في سن الخامسة والستين بعد معاناة مع مرض ألزمه الفراش.
مهما عددنا مناقب الرجل فإننا لن نوفيه حقه ، فمن ذا الذي لا يتذكر تعليقه لمقابلات عصبة الأبطال الأوروبية على القناة الثانية سنوات التسعينات إلى حدود أواسط العشر الأولى من الألفية الثالثة، من منا سينسى برنامج planet foot وتحليله للمقابلات كل إثنين حيث كان الجمهور يتحدى النوم إلى غاية متابعة البرنامج إلى ما بعد الحادية عشر ليلا، ومن منا من لا يشده الحنين إلى أيام الآحاد في العصر الذهبي للقناة الثانية حيث مقابلات الدوري الإيطالي و متابعاته الدقيقة لأطوار هذه البطولة التي عجت بنجوم الكرة المستديرة من فان باسطن و غوليت و باجيو و مانشيني و اللائحة طويلة رفقة المعلق لينو باكو و أحيانا كريم الدروني.
إن إسهامات الرجل لا تنحصر فقط في التعليق الرياضي بل إن لغته الفرنسية السلسة ساهمت في إثراء ثقافة أجيال ما قبل الأطباق المقعرة، حيث كان ملاذ الشباب إبانها هو هذه القناة الثانية لمتابعة البطولة الإيطالية وعصبة الأبطال وطبعا مع توالي متابعة المقابلات بتلك اللغة الفرنسية السلسة والرائعة وتفاعل المعلق رحمه الله معاها أطوار المقابلات كان ولا شك أن يتمكن المتتبع من إغناء الرصيد اللغوي للمتتبع المغربي حيث كانت لغته الفرنسية بلا شك مكملا للمكتسبات اللغوية الفرنسية التي كان يحتاجها الطالب والتلميذ خارج الفصل حتى أن هناك من يربط اليوم تراجع مستوى اللغة الفرنسية للتلميذ و الطالب المغربي اليوم إلى توقف بث المباريات باللغة الفرنسية باعتبارها متنفس المراهقين والشباب على الدوام.
لقد فقدنا اليوم و إلى الأبد المرحوم شكري العلوي، لكن الخسارة الكبرى هي أن الرجل لم يعط حقه و لم تتم الاستفادة من تجربته إذ بوصوله سن التقاعد سيغادر القناة الثانية التي كان احد أركان قسمها الرياضي والذي ما كان يجب الاستغناء عن خدماته كما سبق الاستغناء عمن كانوا عماد هذه القناة التي أصبحت بدورها في خريف عمرها لعدم استفادتها من خبرات أقطابها كما تفعل جل القنوات العالمية المتميزة كالسي إن إن التي لم تتخلى عن لاري كينغ وبرنامج إلى أن وافته المنية مطلع السنة الحالية عن سن سبع وثمانين سنة و كقناة الجزيرة التي استفادت من خبرة الصحفي جميل عازر والمرحوم سامي حداد بالرغم من تجاوزهما لسن التقاعد.
عموما رحم الله شكري العلوي وإنا لله و إنا إليه راجعون