أخبار 7 : مصطفى الوزاني
بعد ساعات من الآن، تعلن العاصمة القطرية الدوحة عن بداية أعظم عرس رياضي كروي في أصقاع المعمورة، ألا وهو كأس العالم لكرة القدم 2022 في دولة قطر الشقيقة، وسط ترقب الجماهير العالمية الشغوفة والعاشقة للحدث الأغلى والأثمن في عالم المستديرة بعد انتظار دام 4 سنوات وخمسة أشهر. لكن يبقى السؤال الأزالي دوما حول قصة كأس العالم؟ وكيف بدأ؟ لهذا سنحاول من خلال هذا المقال أن نستعرض عليكم وقائع وملابسات تاريخ نشأة كأس العالم وبدايته الأولى.
جاءت فكرة إقامة بطولة كأس العالم من طرف الفرنسي آلان جيرار عندما دعى في بداية القرن العشرين إلى جمع دول العالم في بطولة دولية ضخمة آنداك ليتنافسوا في اللعبة الصاعدة بقوة وقتها والتي بات لديها عشاق بالملايين في العالم، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى عصف بالفكرة من أساسها، لكن بعد نهاية الحرب أحي المحامي الفرنسي جول ريميه رئيس الاتحاد الفرنسي للعبة من 1919-1945، وكان أيضا رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم بين 1921-1954، فكرة البطولة العالمية لكرة القدم وحارب من أجلها لمدة تسع سنوات رفقة صديقه السكرتير العام للفيفا هنري ديلوني، لإقناع الدول المنظوية للاتحاد الدولي للعبة بالفكرة وأهميتها.
وجاءت المعارضة الشرسة من طرف اللجنة الأولمبية الدولية معترضة على مشاركة اللاعبين المحترفين بالدول المتقدمة كرويا ضد نظرائهم الهواة في الدول الأقل تطورا في عالم كرة القدم، حيث كانت مصممة على اشراك اللاعبين الهواة فقط في البطولة العالمية. بيد أن دورة الألعاب الأولمبية باريس 1924 جاءت لتأكد قوة وانتشار شعبية كرة القدم وأنها أضحت اللعبة رقم واحد عالميا بعيدة مشاركة 22 دولة في البطولة حينها، وهو ما جعل هنري ديلوني رفيق جول ريميه ومساعده للتصريح بفخر إبان مؤتمر الفيفا عام 1926 بقوله” من الصعب بقاء كرة القدم ضمن الألعاب الأولمبية فقط”.
حينها، تم تشكيل لجنة لدراسة مقترح تنفيذ بطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ رفعت اللجنة توصياتها إلى اللجنة التنفيذية للفيفا في مؤتمرها المنعقد عام 1928 في العاصمة الهولندية أمستردام بالشروع في تنزيل فكرة أول كأس عالمية، بعد التصويت عليها من قبل 25 دولة ورفضها من طرف دول. وبهذا التصويت وافق الاتحاد الدولي للعبة أخيرا على تنفيذ فكرة جول ريميه وأطلق على كأس البطولة اسمه تخليدا وتكريما لجهوده، ومن فرط حماس الرجل قام بدفع تكلفة صنع أول كأس للبطولة من ماله الخاص، والذي صممه الفنان الفرنسي ابيل لافييرو.
جاءت كأس العالم الأولى 1930-1970 تمثل نيكي آلهة النصر الإغريقية مصنوعة من الفضة الفاخرة ومطلية من الذهب وتقف على قاعدة زرقاء صنعت بشكل رائع من حجر اللازورد ويقدر وزنها حوالي 3.8 كيلوغرامات، حيث بلغت تكلفتها 50 ألف فرنك سويسري، كما تم تأمينها بمبلغ قدره 30 ألف جنيه استرليني.
عرفت أول بطولة كأس العالم مشاركة مفتوحة من كافة أعضاء الاتحاد الدولي ومن دون تصفيات تمهيدية وأقمت في أورغواي بصفتها بطلة آخر نسختين من الأولمبية بعد منافسة قوية من جانب إيطاليا و هولندا والسويد في المؤتمر الذي عقد في برشلونة عام 1929. لكن حينها أصيب جول ريميه بخيبة أمل كبيرة، لأنه قبل شهرين من انطلاقها لم ترسل أي دولة تأكيدا وموافقة على المشاركة، وبعد عدة اتصالات مع أعضاء الاتحاد نجح في إقناع 4 دول أوروبية إلى جانب دول أمريكا الشمالية والجنوبية بالمشاركة. وتحملت الفيفا مصاريف التنقلات بينما تحملت حكومة الأوروغواي تكاليف الإقامة بهدف واحد تشجيع وتحفيز المنتخبات على المشاركة، بالرغم من ذلك لم يشارك سوى 13 منتخبا، لكن حلم الفرنسي جول ريميه تحقق ليصبح بعد ذلك حلما لكل دول العالم.