لا تتحقق التّنمية إلا في فضاء قوامه الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، كما أنها تفرض اعتماد التخطيط الاستراتيجي والتسويق والتشاركية.
إن كسب رهانات التنمية يسائل الجميع، من نخب ومؤسسات عمومية وجماعات ترابية ومجتمع مدني ومؤسسات تعليمية ومراكز بحثية وإعلام، إلى جانب الدولة، في إطار مقاربة تشاركية منفتحة، وينطوي دور المجتمع المدني والإعلام على أهمية كبيرة في هذا السياق على مستوى المواكبة والتقييم.
وأن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية ضمن مجموعة من المبادرات التي شهدها المغرب، فقد جاء في أعقاب انتهاء هيئة الإنصاف والمصالحة من أشغالها وتقديمها لتقرير مهم للعاهل المغربي عام 2005، وطرح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال نفس الفترة، وطرح مشروع الحكم الذاتي في الصحراء عام 2007، وفتح نقاشات عمومية لإصلاح النظام الجهوي منذ 2010، وإصدار دستور 2011 الذي تضمن عدداً من المستجدات الداعمة للخيار الجهوي وللتنمية الشاملة.
الى أن الاقاليم الجنوبية للمملكة تعرف طفرة نوعية في جميع المجالات مبرزا أن المنتخبين المحليين يبذلون قصارى جهودهم لمواكبة استراتيجية المملكة بخصوص التنمية المستدامة من خلال تدبير أمثل للموارد الطبيعية والايكولوجية ودمج الطاقات النظيفة.و أن النموذج الجديد لتنمية الاقاليم الجنوبية يستند على أربعة ركائز رئيسية تتعلق في الجانب الاقتصادي، بخلق دينامية جديدة تساهم في الرفع من معدل النمو وتوفير فرص الشغل لساكنة الجهة لاسيما الشباب والنساء، أما في الشق الاجتماعي فتهم تعزيز التنمية المندمجة وتثمين البعد الثقافي، والحكامة وتكريس ثقافة حقوق الانسان.
أحمد الصلاي
رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة الداخلة الذهب ورئيس مجلس الإتحاد الشباب الافريقي والمجتمع المدني بافريقيا