يجري قاضي التحقيق المكلف بغرفة الأحداث، لدى محكمة الجنايات بالبيضاء، الاستنطاق التفصيلي، لقاصر، يوجد رهن المراقبة القضائية بإصلاحية عين السبع، إثر تورطه في جرائم التغرير بقاصر، والاغتصاب الناتج عنه حمل.
واستمع قاضي التحقيق للضحية وهي تلميذة، لم تتجاوز بعد عمر السادسة عشرة، حين وقوع الجريمة، كما تم استنطاق المتهم الحدث، البالغ بدوره ست عشرة سنة وبضعة أشهر، بحضور دفاعه.
وينتظر أن يتواصل التحقيق التفصيلي، في ملف القضية المعزز ببيانات مستنسخة من حساب موقعي التواصل الاجتماعي المملوك للطرفين، إضافة إلى محاضر الشرطة القضائية التابعة لأمن البيضاء، والتي دونت فيها تصريحات الطرفين بحضور وليي أمرهما، قبل إحالتهما على النيابة العامة، وفق الإجراءات والمساطر القانونية الخاصة بالأحداث.
وفي تفاصيل الواقعة، فإن طرفي النزاع، أحيلا على القضاء قبل شهرين، إثر شكاية من ولي أمر الفتاة القاصر، بعد ظهور علامات الحمل عليها وكلفت النيابة العامة الضابطة القضائية المختصة بالبحث في الموضوع، إذ استهلت التحقيقات بالاستماع إلى الضحية بحضور والدتها، في محضر تأكيدي سردت فيه الوقائع، إذ تعرفت على «صديقها الافتراضي» عبر فيسبوك، بعد أن أرسل لها دعوة للصداقة، وشرعا في تبادل الدردشات و»اللايكات» على ما ينشرانه، قبل أن تتطور الأمور بينهما ليتبادلا عبارات العشق والصور، ومن ثمة انتقال فضاءات الدردشة من فيسبوك، إلى الهاتف المحمول، حيث تكررت المكالمات بينهما في أوقات مختلفة، سيما بالليل، مازاد من توطيد وتثمين العلاقة العاطفية بينهما ليقررا اللقاء لاستكمال التعارف.
وكان أول لقاء بين طرفي العلاقة الافتراضية، بحديقة عمومية، تجاذبا فيه أطراف الحديث وعبرا فيه عن الإعجاب المتبادل بينهما، قبل أن يشرعا في أولى القبلات بينهما، ليفترقا بعد أن سار رفقتها على مشارف الحي الشعبي الذي تقطنه، وزاد اللقاء من ارتباط الطرفين عاطفيا عبر مكالمات هاتفية وتبادل للصور بواسطة تقنية واتساب، ليحددا تاريخا ثانيا للقاء، إلا أنه الموعد الذي سيتحول بعد ذلك إلى مأساة وفق ما نقلته يومية “الصباح”.
وفي موعد اللقاء حضرت التلميذة، فوجدت عشيقها الافتراضي في الانتظار، ولم تكن تعلم أنه أعد لكل شيء، بل أعد لنهاية القصة، فطالبها بمرافقته إلى منزل والديه. ورغم ترددها في البداية وإعرابها عن رفضها، أفلح في إقناعها لتسير معه في اتجاه المنزل، لتفاجأ حين الدخول بعدم وجود أي شخص به، إذ أن أفراد الأسرة كانوا غائبين، ليختلي بها وتزداد سخونة العواطف بينهما، الشيء الذي انتهى بمواقعتها وافتضاض بكارتها.
وقد كتمت التلميذة الأمر عن والديها، والتقت بعشيقها مرة أخرى، قبل أن تكتشف انقطاع العادة الشهرية عنها، وتتغير سلوكاتها، سيما بعد أن تنصل العشيق من مسؤوليته في ما وقع لها، وشطب على رقمها الهاتفي وحسابها الفيسبوكي، قبل أن تكتشف والدتها الفضيحة، لتقرر في البداية التوجه إلى منزل والديه، قبل أن تلجأ إلى القانون بعد صدها وابنتها.