واضح أن ماقامت به قناة الشروق الجزائرية الرسمية العسكرية سلوك عدواني منحرف، غير أخلاقي، لا يمكن إدخاله في إطار الإعلام، فالأمر يتعلق بمؤشر دال على أن دولة الجنرالات دخلت مرحلة متقدمة من الإفلاس، دولة جنرالات فاشلة تهاجم رمز الدولة الأمة المغربية جلالة الملك محمد السادس، لأن الجنرالات فشلوا في بناء دولة، وفشلوا في بناء شرعية تاريخية، لكونهم وظفوا أسطورة تسمى المليون شهيد، ولم يتفقوا على العدد، مرة يقولون مليونان ليخرج رئيسهم المنفي بشكل دوري كل مرة إلى الخارج ليقول خمسة ملايين، وهاجموا بقناتهم العسكرية إمارة المؤمنين لكون الجنرالات هربوا ببلدهم نحو الشيوعية المزورة، ولما جاء بوتفليقة هرب بالجزائريين نحو مذهب ولاية الفقيه الإيرانية، واليوم جاء شنقريحة ليجعل المساجد الجزائرية تقيم صلاة الجمعة للدعاء لإبراهيم غالي والبوهالي ومليشيات تندوف، وهاجمت قناة الشروق العسكرية التقليدانية المغربية لكون الجنرالات ورثوا دولة صنعتها فرنسا بمرسوم، وهي بذلك الدولة العسكرية الوحيدة التي صنعت بإجراء يوجد في أسفل هرمية التراتبية القانونية عند الفرنسيين.
إن ما قامت به قناة الشروق الجزائرية العسكرية تعبير عن سيكولوجية الجنرالات المنهارة، التي باتت تنظر إلى أن الجزائر تغرق أمامها، جنرالات بسيكولوجية المقامر الذي لا يجد أمامه رمزا لإنقاذ الجزائر، ولا يجد أمامه رجلا قادرا على بناء الدولة، فبوتفليقة الذي رفضته أسلاك الشرطة في المغرب، لقصر قامته، تحول إلى رئيس في الجزائر وحكم الجزائر لمدة عشرين سنة، رجل مرفوض من ولوج سلك الشرطة بالمغرب نصبه الجنرالات كرئيس للجزائر، وهو رئيس لتبون رئيس الجزائر اليوم، ماذا ننتظر من دولة جنرالات فاشلة بهذا الشكل، الجواب هو قناة تنتج سلوكات عدوانية علينا الرد عليها داخليا ببرامج إعلامية مغربية تضرب الجنرالات في الرجلين لكونهم على حافة الانهيار، فموعد 22 فبراير يقترب، والجنرالات مرعوبين لكون أسرار ما وقع منذ غشت 2018 خطيرة جدا، فهي تذهب بالجنرالات ومعهم تبون إلى السجن لكونهم حكموا البلاد لمدة أزيد من سنة برجل ميت هو عبدالعزيز بوتفليقة، الذي مات في سويسرا في غشت 2018، وهنا أطرح السؤال ماذا سيقول الجزائريون لو علموا أن العسكر حكمهم برئيس ميت؟ فالجنرالات لم يستطيعوا صناعة تاريخ للجزائر ولكنهم دخلوا التاريخ السيء من بابه الواسع لكون القايد صالح وتوفيق مدين وطرطاق وشنقريحة وأويحي وسلال وتبون… عينهم رئيس ميت وأعفى بعضهم رئيس ميت ورقى البعض منهم كشنقريحة رئيس ميت، وإلا، لماذا يرفض قضاء الجنرالات اليوم مطلب السعيد بوتفليقة الذي يطالب بإحضار أخيه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للشهادة أمام المحكمة؟ فالسعيد بوتفليقة يعرف أن عبدالعزيز بوتفليقة أخاه قد مات في 2018، لذلك فهو يريد توريط جميع الجنرالات بهذا المطلب.
ننتظر من قناة الشروق العسكرية أن تتساءل مع الجزائريين أين هو عبدالعزيز بوتفليقة؟ قبل أن يفاجئهم الجنرالات بتنظيم جنازة وهمية لرئيس مات في 2018؟ لا أعتقد أن دولة عسكرية في العالم ارتكبت مثل هذه الجرائم التي ارتكبها جنرالات الجزائر الذين يدورون حول أنفسهم منذ العشرية السوداء، علينا أن نتذكر دائما ونحن نتابع سلوكات الإعلام العسكري المنحرف أنه إعلام في خدمة جنرالات ذبحوا 200 ألف جزائري، و50 الف جزائري لازالوا ضمن المختفين.
رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني