مع صدمة سياسة الخصوصية الجديدة من تطبيق “واتساب” للتراسل، البالغ عدد مستخدميه حول العالم حوالي 2.2 مليار مستخدم، نشأت موجات نزوح محمومة إلى تطبيقات تراسل أخرى شبيهة، بعد أن أجبر “واتساب” المستخدمين على الموافقة على تشارك مختلف بياناتهم مع فيسبوك، وإلا سيحذف حسابهم اعتبارا من 8 فبراير المقبل.
وفي خضم موجات النزوح لتطبيقات أخرى من أفراد ومؤسسات حول العالم، دخلت حكومات على خط الأزمة، والتي رفضت الرضوخ لسياسات الخصوصية وفتحت هيئاتها التقنية تحقيقات في طبيعة تلك السياسات الجديدة، وقامت بنقل حسابات هيئاتها الرسمية، إلى تطبيقات أخرى شبيهة، كما حصل في حالة الرئاسة التركية التي نقلت حساباتها إلى تطبيق “سيغنال” إلى جانب ورود تغريدة من أغنى شخص بالعالم، مؤسس تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، إيلون ماسك الذي قال في تغريدته مخاطبا متابعيه: “استخدموا سيغنال” وأحدثت تغريدته جدلا واسعا بخاصة في مجتمع الأعمال.
لماذا القلق؟
وتنص سياسة الخصوصية الجديدة من “واتساب” على مشاركة رقم الهاتف وعنوان الخادم وبيانات الهاتف المحمول مع “فيسبوك”، التي كانت قد استحوذت على “واتساب” عام 2014، ولقد أثارت سياسة الخصوصية الجديدة، قلق خبراء التقنية والمدافعين عن حقوق حماية البيانات والمستخدمين بخاصة أولئك المهتمين بحماية بياناتهم، والذين يخشون تجدد حدوث أزمات تسريب البيانات، كالأزمة التي قادت فيسبوك إلى تحقيقات فيدرالية أميركية في حوادث تسرب البيانات على نطاق واسع.
ولم تفلح حملات “واتساب” في اقناع المستخدمين بأن بياناتهم المشاركة ستكون في أمان، ووعود “التشفير الشامل” التي لا يمكن الوثوق بها الا بعد تطبيقها، وهو ما قد يضيع الفرصة على واتساب لاستعادة من نزحوا إلى تطبيقات أخرى لم تكن تحلم بمثل هذه الهدية الثمينة التي قدمها “واتساب” لمنافسيه عن دون قصد، مما شكل صدمة لمستخدمي “واتساب” الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للرضوح لتطبيقات سياسة الخصوصة الجديدة، او الرحيل إلى تطبيقات أخرى.
وفيما يلي قائمة بأبرز 5 تطبيقات بديلة:
– سيغنال Signal
يتيح التطبيق الحذف التلقائي للرسائل بعد تحديد المدة الزمنية التي يريدها المستخدم، كما يقدم مزايا للحفاظ على الخصوصية، كما يعتمد على عرض الوسائط المتعددة من الصور والفيديوهات لمرة واحدة، مع ضرورة إدخال كلمة مرور للدخول إلى التطبيق، إضافة إلى اعتماده على آليات التشفير أحادي الطرف في المراسلات، ولا يتشارك بيانات وصفية للمواقع والعناوين، بالنسبة للرسائل أو المستخدمين.
– تلغرام Telegram
يُعرف Telegram Messenger بأنه أفضل منافس لتطبيق WhatsApp إلى جانب ميزات المراسلة المعتادة، يوفر تلغرام ميزات أخرى مثل المجموعات الفائقة التي تصل إلى 100000 شخص والقنوات العامة وأسماء المستخدمين والقدرة على مشاركة ملفات تصل إلى 1.5 جيجابايت وقفل رمز المرور ورسائل الحذف الذاتي للبيانات والتشفير في الدردشة السرية، ومن مزايا التطبيق أيضا أنه يمكّن مستخدميه من إرسال الرسائل إلى الأفراد أو في المجموعات بدون صوت للإشعار.
– ديسكورد Discord
لم يعد Discord مجرد منصة للدردشة، بينما يمكن استكشاف مجموعة متنوعة من الوظائف مثل الرسائل الشخصية لإرسال الرسائل والرموز التعبيرية والرموز التعبيرية وملفات GIF والصور وحتى المستندات. علاوة على ذلك، يمكن إجراء مكالمات صوتية أو مكالمات فيديو أو حتى التصفح بشكل مشترك بعد مشاركة شاشتك مع الآخرين الذين تسمح لهم بتلك المشاركة.
– فايبر Viber
هو تطبيق آخر مشهور للمراسلة الذي يقف بالتوازي مع ميزات “واتساب”، حيث يوفر فايبر تشفيرا شاملا للمكالمات والرسائل والوسائط المشتركة، علاوة على ذلك، يتم أيضا تشفير الرسائل المحفوظة في أجهزة متعددة، مما يقودنا إلى حقيقة أن حزم تطبيقات المراسلة تدعم أجهزة متعددة، وهو ما يفتقر اليه المنافس “واتساب” يدعم التطبيق ميزة تفعيل التشفير الكلي لكافة الرسائل، كما يمكّن المستخدم من حذف المحادثات المرسلة لإخفائها من الدردشة.
– سناب شات Snapchat
على الرغم من أن Snapchat من الناحية الفنية ليس مجرد تطبيق مراسلة بل هو تطبيق وسائط اجتماعية، الا أن توسع استخدامه يجعله منافسا قويا سهلا لواتساب، بفضل بعض الميزات العديدة التي لا يمكن لأي تطبيق مراسلة آخر تقديمها. وعلى سبيل المثال، يمكن ارسال رسائل تحذف ذاتيا، بعد فترة زمنية محددة. يقوم Snapchat بإبلاغ المستخدمين، عندما يأخذ شخص ما لقطة شاشة للمحادثة معهم، كما يقدم مجموعة أقنعة للوجه لجميع التطبيقات والخدمات المتضمنة فيه.