لعب المغرب في شخص رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع دورا مهما في حسم من سيتولى رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم خلفا للملغاشي أحمد أحمد الموقوف من قبل الفيفا لمدة عامين بدل خمس سنوات، ويتعلق الأمر هنا بالجنوب إفريقي باتريس موتسيبي الذي سيتقدم كمرشح وحيد بعد إنسحاب السينغالي أوغاستان سانغور والإيفواري جاك أنوما ثم الموريتاني أحمد ولد يحيى في الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم المقرر إنعقادها يوم الجمعة 12 مارس الجاري بالعاصمة الرباط.
المرشح الجنوب إفريقي موتسيبي، تعهد أمام رئيس الفيفا جياني إينفانتينو بعدم المساس بقضية المغرب الأولى الصحراء المغربية، وعدم حشر أنفه في أمور سياسية تهم بلده جنوب إفريقيا والمغرب، وهذا ما أبلغ به رئيس الفيفا ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عندما إستقبل إينفانتينو بحضور فوزي لقجع.
وقال موتسيبي في تصريح خاص:” المملكة المغربية لعبت دورا كبيرا في تقريب الرؤى حول من سيخلف أحمد أحمد وإتفاق الرباط كان ناجحا بكل المقاييس، أود أن أشكر صديقي فوزي لقجع على كل المجهودات التي بذلها سواءا في العاصمة الرباط، أو بنواكشوط، وهذا لن يزيدنا إلا عزيمة للإرتقاء بالكرة الإفريقية نحو مستويات أفضل”.
وكانت قد تعبدت الطريق بين الملياردير الجنوب افريقي باتريس موتسيبي ورئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم، بعد انسحاب منافسيه الثلاثة وابقاء محكمة التحكيم الرياضية الرئيس الملغاشي أحمد أحمد موقوفا لسنتين بسبب قضايا فساد الاثنين.
وقلصت محكمة التحكيم ايقاف احمد من قبل فيفا من خمس سنوات الى سنتين لخروق متعلقة بـ”واجب الولاء.. عرض وقبول هدايا أو مزايا أخرى.. إساءة استخدام المنصب” بالاضافة إلى “إساءة إدارة الاموال”.
وكان وزير الصيد الملغاشي السابق قد اوقف لفترة قصيرة وخضع للتحقيق في فرنسا في حزيران/يونيو 2019 بشبهات فساد قبل إخلاء سبيله، علما بانه وصل الى منصبه في 2017 بدعم من رئيس فيفا السويسري جان يإنفانتينو، منهيا حكما دام 29 عاما لعيسى حياتو بنيله 34 صوتا مقابل 20 للكاميروني الواسع النفوذ الذي لاحقته أيضا فضائح فساد عديدة.
أعلن نهاية السنة الماضية انه يحصل على دعم 46 اتحادا وطنيا من اصل 54، قبل ايقافه من فيفا.
وبعد ايقاف أحمد نهاية العام الماضي، ترشح الموريتاني أحمد ولد يحيى، العاجي جاك أنوما والسنغالي أوغوستان سنغور الذين عقدوا اتفاقا في الرباط برعاية رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع للانسحاب لمصلحة موتسيبي، مقابل الحصول على منصب نائبي الرئيس لولد يحيى وسنغور ومستشار خاص لأنوما.
قال يحيى (44 عاما) في بيان السبت من العاصمة الموريتانية نواكشوط على هامش كأس أمم إفريقيا تحت 20 عاما والتي احرزتها غانا “بالتوافق مع زملائي المرشحين لرئاسة الاتحاد الافريقي.. توصلت معهم الى قرار بتوحيد القائمة المترشحة لرئاسة الاتحاد، وذلك بسحب ترشحي شخصيا وترشح زميلي السيد أوغوستان سنغور والسيد جاك أنوما”.
خطوة نالت اشادة من انفانتينو “اهنىء الرجال الاربعة هنا. هؤلاء الرجال الاربعة جعلوا المستحيل ممكنا. أظهروا انه من الممكن العمل كفريق واحد وراء مشروع، برنامج، رؤية، وهي رؤية لمشروع دفع كرة القدم الأفريقية إلى القمة العالمية”.
لكن هذا المشروع تعرض لانتقادات البعض، فشبه الليبيري موسى بيليتي، عضو اللجنة التنفيذية السابق في كاف، في بيان، إنفانتينو بالملك البلجيكي السابق ليوبولد الثاني الذي كان “رئيسا ومالكا مطلقا للكونغو بين 1885 و1908″، مضيفا ان انفانتينو يستمر بالتأكيد “انه العدو الاول للكرة الافريقية”.
تابع “نعرف ان الجزء الثاني من الاتفاق سيكون بنقل (السنغالية) فاطمة سامورا (الأمينة العامة في فيفا راهنا) من زيوريخ الى القاهرة لتكون أمينة عامة للاتحاد الافريقي، فيما يتم ترفيع (السويدي) ماتياس غرافستروم لمنصب أمين عام الاتحاد الدولي”.
ومن المقرر أن تقام الانتخابات في 12 آذار/مارس المقبل في العاصمة المغربية الرباط.
وكان أنوما (69 عاما)، العضو السابق في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا) ورئيس الاتحاد العاجي بين 2002 و2011، وصف الاربعاء الماضي، قبل انسحابه، طريقة الاتحاد الدولي بالالتفاف وراء موتسيبي بانها “ليست ديموقراطية كثيرا”.
تابع العاجي الذي سبق أن ترشح لرئاسة كاف في 2013 لكن تم استبعاده بعد إجراء تعديل “ملائم” في قاعدة الترشيح، لأنه لم يكن عضوا في اللجنة التنفيذية للكاف “أنا مصدوم. لقد ركزنا على توزيع المناصب بدلا من الاتفاق على الوحدة. يبدو لي اننا ضحينا بافريقيا على مذبح الطموحات الشخصية”.
بدوره، رئس رجل الأعمال باتريس تلوبان موتسيبي (58 عاما) نادي ماميلودي صنداونز منذ العام 2003، قبل اعلانه في الايام الماضية انه سيتخلى عن منصبه لنجله، بحال فوزه في الانتخابات القارية.
ويقول باكاري سيسيه مسؤول مجلة ريكور السنغالية الرياضية الاسبوعية “موتسيبي يملك اسوأ سيرة بين الأربعة، لن يكون سوى دمية. فيفا يريد اسقاطه بالمظلة على الكرة الافريقية.. ليس لديه الوقت حتى لرعاية ناديه”.
واعتبر قطب صناعة التعدين وصهر رئيس الجمهورية سيريل رامافوزا، الأقل شهرة بين المرشحين الأربعة. فيما أشاد رئيس اتحاد جنوب إفريقيا داني جوردان بـ “براعته في الأعمال، ومعرفته بالحوكمة والأعمال العالمية”.