و كأن الخراب حل باعالي الجبال ومر الدمار من هنا..حيث اختفت كل مقومات العيش والحياة..هنا حيث الجوع والعطش يشكوان من شدة الإهمال..هنا حيث رائحة الموت تنادي من بين الأحجار والأطلال والأغصان..هنا حيث الرضيع شاب والشيب احترق وذاب..هنا حيث البشر يرفع عينه ٱلى السماء ولا سواها..هنا حيث اختفى كل شيئ، واحترق كل شيئ، وتبخر كل شيئ، وفقد كل شيئ..هنا حيث رأينا ما لم نكن نتمنى رؤيته..هنا حيث عايننا شدة بكاءالرجال وشرعوا في النحيب..هنا حيث انتهت النسوة عن الكلام وشرعن في العويل..
هنا حيث لم يحضر من يعزي .ومن يواسي..ومن يخفف..ومن للدمع يكفكف..
هنا حيث وقع كل شيئ..
هنا حيث كنا وسنعود..لأن الناس قالوا لنا عودوا..
كل التعازي للوطن..في مأساة الوطن……
لم يتكبد عناء السفر وهويل الحريق الا الرجال الذين حسوا بالأزمة والكارثة وان ساكنة جبالة بني عروس ومولاي عبد السلام محتاجين للوقوف بجانبهم وجانبهن …….ماسيبقى خالدا في الأذهان هو وصول عامل إقليم العرائش الى هناك في عز الحريق وتداعياته ووقف على حقيقة الوضع الكارثي وفي ذاك اليوم سمحوا لقافلة تضامنية تقودها النائبة البرلمانية زينب السيمو ووزعت ماجادت به جهات لاجل التخفيف عن المواطنين المنكوبين …..الا أن من بعد منعت القوافل الفعاليات المدنية المتطوعة من طرف سلطة دائرة مولاي عبد السلام بدعوى اوامر …..ولكن مايربطنا بمولاي عبد السلام هو التراث والتاريخ والولي الصالح ونحن ساكنة إقليم العرائش القطب له حق علينا بان نساعد ونتضامن ……
غموض يلف قضية التضامن الجمعوي التطوعي الاان هناك من يلعب في الماء العكر ونحن سنتابع نضالاتنا وسنعرف من وراء المسؤول الداعي للمنع…..هل هي دواعي أمنية ام دواعي سياسوية ومن بعد سنتاكذ من له حق الوصاية ضدنا ؟
سنبقى اوفياء لاقليمنا في السىراء والضراء ولو ارادوا اصحاب الضمائر المستتيرة ان يفارقوننا.
مايعيب هو ان المنطقة لها وزير من بين ابنائها له اختصاص في التجهيز وليس هناك مسالك مستوية اذن من المسؤول ؟
اعداد المهدي السباعي