عبد الله تخشي
أسفرت نتائج الإنتخابات الأمريكية الأخيرة مختلف ردود فعل محلية ودولية لاسيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية التي ستنتهجها الولايات المتحده في عدد من القضايا الإقليمية والدولية والتي تدخل في صلب إهتمام السياسة الخارجية الأمريكية لإعتبارات جيو سياسية وإستراتيجية.
وأبرز هذه القضايا هي القضية الفلسطينية ومن هنا نتساءل هل سيحدت بايدن نوع من القطيعة لسياسة ترامب المجحفة في حق الفلسطينين ؟ أم أنه يمكن القول أن السياسية الأمريكية لها أهذاف واضحة المعالم والمرامي وتتغير فقط الإستراتيجيات والأساليب؟
مرت السنوات الأربع التي قضاها دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية كصاعقة على الفلسطينيين وذلك راجع لسياسته المجحفة والظالمة في حق الفلسطينين وتأييده المطلق للإحتلال الإسرائيلي والذي يثمتل في عدد من الإجراءات التي أقدمت عليها الولايات المتحدة في ظل ولاياته وهي كالتالي:
6 دجنبر2017: أعلن القدس عاصمة لإسرائيل
مايو 2018 : نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس
غشت 2018: قرر تقطيع كافة المساعدات الانسانية الفلسطينيين.
دجنبر 2020: إعلان عن خطة السلام الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية اي مايعرف (صفقة القرن),دولة فلسطينية بدون سادة بحرية وبرية ومنزوعة السلاح ،إضافة إلى تشجيعه للإستيظان في الأراضي الفلسطينية وتأييده لخطة الضم،
وللإشارة هناك مؤترات دولية ومحلية متعددة ستحدد معالم السياسة الأمريكية تحت إدارة جو بايدن،
1- تراجع مكانة للولايات المتحده دولياوصعود قوى جديدة(روسيا-الصين) :
كان للقرارات المتهورة والمثيرة لسخرية التي كان ترامب يقدم عليها في بعض المواقف أثر سلبي على المكانة الدولية للولايات المتحدة وابرزها الإنسحاب من الإنفاق النووي الإيراني و تشجيع الإستيطان الإسرائيلي والتوترالعلاقات مع الإتحاد الأوروبي والصين والإنسحاب من منظمة الصحة العالمية إضافة إلى عوامل ذاخلية كتخبط في أعمال الفساد والعنف والعنصرية وأخرها حادثة مقتل جورج فلويد التي كان لها صدأ في مختلف أرجاء المعمورة .
لذلك فمن المنتظر أن يعيد بايدن الكفة والأمور إلى نصابها وأن يحاول بالقدر المستطاع فتح صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية الدولية ،لذلك لاينتظر منه أن يقوم بتكميل صفقة القرن الترامبية أو أن يعيد إرساء نفس الإجراءات السياسة الأمريكية في عهد ترامب كما لاينتظر منه أن يقدم على قرار تاريخي يصب في صالح الفلسطينيين كإنهاء الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وإجباره أن يمثتل لشرعية والقانون الدولي نظرا لغياب الأفق العربي عامة و الإنقسام الذاخلي في صفوف الفلسطينين خاصة.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم :”جو بايدن لايفرق عن ترامب والإدارات الأمريكية السابقة في دعمه لإسرائيل لكن ربما يختلف الأمر بالطريقة في الأسلوب الذي سوف يتخده”،ومن هنا يتضح أن بايدن لن يسلك نفس طريق ترامب المتهورة لتنامي قوى إقليمية ودولية جديدة كالصين وروسيا والتي بإستطاعتها أن تأخد دور الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائليين وتنزعه من امريكا وللإشارة فقد صرح مسؤولين فلسطينيين بأنهم لم يعودوا يستحملون وساطة امريكا ودعو إلى ضرورة إيجاد وسيط اخر أفضل وفي هذا السياق يتبين أن جو بايدن ربما سيقوم بخطوات بسيطة تحفظ ماء وجه الولايات المتحدة فيما يخص القضية الفلسطينية ومحاولة لإستعادة ثقة الفلسطينين .
2- إتفاق أوسلو وصعود اليمن المتطرف في إسرائيل :
أثارت الحرب الخليجية في التسعينيات الإنقسام في صفوف الموقف العربي وهو مامكن الإسرائيلي والأمريكي بالإنفراذ بالفسطيني وإجباره على توقيع عدد من الإتفاقيات وابرزها إتفاق بمدينة أسلوالنرويجية التي جاء في بنودها تفعيل حكم ذاتي إنتقالي بفلسطين وبذلك يكون الفلسطينين سلطة إدارية وقانونية على أساس حدود 1967.
ورغم إختلاف وجهات النظر حولى التوقيع إلا أنه كان الحل الوحيد أمام الفلسطينين لوطأت اقدامهم في جزء من أرضهم ،ولكن صعود اليمين المتطرف في إسرائيل على رأسه بنيامين نتنياهو شجع بالمزيد المستوطنات دون أي تحفظ وضعف من أمال الدولتين والتسوية السليمة لنزاع والذي كان ترامب ينوي بتسويته بتصفية الجانب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من الوجودولكن تطور الوضع في قطاغ غزة خصوصا الهجمات التي شنتها الفصائل الفلسطينية على الإسرائيليين وإلحاق بهم هزائم دريعة.ومن التأكيد أن جو بايدن سيأخد بعين المعطيات الجديدة الفلسطينية والإسرائيلية والدولية قبل أن يخطو أي خطوة .