في واقعة جديدة بمخيمات تندوف، وجد أحد الشبان نفسه في موقف المتخلى عنه بعدما رفضت جبهة البوليساريو نقله للاستشفاء في القارة الأوربية، عقب الإصابة التي لحقته في عينه، وباتت تهدد بصره، بعدما عجز أطباء مستشفى عين النعجة الجزائري في إنقاذه، وطلبوا منه السفر إلى القارة العجوز للعلاج.
وكان الشاب الذي يدعى ميشان، قد استجاب لدعاية جبهة البوليساريو التي قالت إنها عادت للحرب ضد المغرب، وبعد أن أصيب شرق الحزام الأمني، خلال مشاركته في إحدى الخرجات الاستفزازية التي تقودها جماعة الرابوني، ما بات يهدد بصره، حيث يحتاج للخضوع للعلاج في أوروبا، غير أن الجبهة ترفض التكفل به.
وقالت عائلة ميشان في بيان لها، إن أطباء المستشفى العسكري عين النعجة، طلبوا مغادرته بسبب عدم وجود أي عمل يمكنهم القيام به لإنقاذ بصره، مطالبين إياه بالسفر إلى أوروبا، الأمر الذي دفعه للعودة إلى المخيمات، غير أنه “لقي من التهميش ما لقي، حاله حال أي جريح وهم كثر ولا زال إلى الآن يعاني الإهمال والتهميش والمماطلة”، حسب البيان.
واستغل المدون والناشط الحقوقي بمخيمات تندوف الفاضل ابريكة، الواقعة، للتنبيه إلى ما تقوم به قيادة جبهة البوليساريو من استغلال لهم، في الوقت الذي يعيش قادتها وأبناؤهم الرخاء في القارة الأوروبية، مطالباً إياهم بالاستيقاظ ومراجعة المسيرة البائسة لهم.
وقال ابريكة، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “لا شك أننا جميعا بما فيها الآباء والأبناء سقطنا ضحايا لشعار بناء دولة مستقلة علي أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب.. الفكرة التي تبنتها جماعة آتية من أزقة طانطان منهم من مات (ومنهم من عاد إلي المغرب ومنهم من مازال حيّا عبدا مسخرا لأهداف جنرالات الجيش الجزائري)”.
وأضاف: “أيها الشباب أخاطبك اليوم بعد ما بلغ السيل الزبى، فبعد الدماء التي سالت والتضحيات الجسيمة لبقاء العصابة متحكمة في مصيرنا جميعا علي الأرض الجزائرية بعيدين كل البعد عن مهدنا ووطننا وأصولنا.. لابد من الوقوف لمراجعة المسيرة البائسة”، متابعاً: “أيها الشباب خذوا العبرة من التاريخ إن قيادة الخزو في الرابون لا يهمها إلا أجندات خاصة يرسمها النظام الجزائري في صراعه مع المغرب”.
وأردف ابريكة: “أيها الشباب إن قيادة الخزو لا تبحث عن الاستقلال ولا يهمها مصير نسبة من ساكنة الساقبة الحمراء ووادي الذهب الذين أدمجوا مع ساكنة الجنوب الجزائري الصحراوية ونسبة من الساكنة المورتانية علي أسس قبلية”، مسترسلاً: “أيها الشباب ان قيادة الخزو ضمنت مستقبلها ومستقبل أبنائها ومحيطها القريب منها”.
وأوضح الناشط الحقوقي أن قيادة جبهة البوليساريو، “بنت واشترت شققا لها في أوروبا وموريتانيا والجزائر واقتنعت بأن الاستقلال مستحيل ولا يهمها الآن إلا إطالة عمر المسرحية..”، مواصلاً: “واليوم نقف علي حالة إنسانية تشيب لها الأجنة في أرحام الامهات. حالة تنتظركم جميعا إن وقعتم فيها أيها الشباب”.
وزاد ابريكة: “إن هذا لشاب الصحراوي الذي يدعي ( ميشان )، والذي جرح في إحدى الضربات الجوية المغربية وفقد بصره علي إثر تلك العمليات (…) ها هو اليوم يندب حظه ويعيش آلامه بالرابون ومصيره المجهول في انتظار القدر، والسبب أن قيادة الخزو رفضت ترحيله للعلاج بالخارج لإنقاذ عينه اليمنى…رفضوا إجلائه لا لذنب إلا لأنه ليست من حاشيتهم…”.
وفي المقابل، يتابع ابريكة: “تجد هذه القيادة البائسة تمارس البذخ في أوروبا وغيرها مستغلة معاناة الأبرياء وانطلاقا من هذه المعطيات أتمنى صادقا أن يراجع شبابنا تجربته مع هذه القيادة، ويدرك بأن الوقت قد حان لتصحيح المسار”، /سترسلاً: “أيها الشباب من منكم لايتذكر الطائر العمودية التي نقلت ابن الوزير الأول آنذاك من أرض القمر إلى الجزائر مباشرة وبعدها إلي أحسن مستشفيات العظام ببلجيكا؟”.
واستطرد: “من منكم لا يتذكر أبناء القيادة التي لم تلتحق بالنواحي واكتفت بالدفاع عن القضية من خلف شاشات هواتفها بأوربا وبإيعاز من آبائهم؟”، مضيفاً: “أيها الشباب من منكم لا يتذكر أو لا ينظر اليوم إلى جرحى المركز المعروف بالنخيلة والذين أصبحوا تغذية للذباب خلال شهر أكتوبر من كل سنة؟”.
واختتم الناشط الحقوقي والمدون، ابريكة، تدوينته بتذكير الشباب المغرر بهم في مخيمات تندوف، بـ”أبناء الشهداء الذين كانوا يدرسون معكم في المدارس وعائلاتهم تعاني ويلات لحمادة وفراق آبائها”، مسترسلاً: “أيها الشباب كفاكم غباء واستغباءً، قفوا وقفة الرجل الواحد لإنقاذ ما تبقى من بصر زميلكم”.