انخفضت أسعار “الدلاح” (البطيخ الأحمر) إلى مستويات قياسية، بجهة بني ملال خنيفرة، حيث تراوح ثمن الكيلوغرام الواحد لهذا المنتوج، خلال السوق الأسبوعي لسبت أولاد النمة، وهو أحد أكبر الأسواق الوطنية، ما بين 40 و50 سنتيما؛ ما زاد من تأزيم الوضع لدى العديد من الفلاحين والباعة على حد سواء.
وعزا أحد الفلاحين المزارعين للبطيخ الأحمر في ضواحي إقليم بني ملال، في تصريحه، انخفاض الأسعار إلى مستويات متدنية تقل عن سعر التكلفة إلى وفرة المنتوج الزراعي خلال هذا الموسم الفلاحي بكميات تفوق الطلب.
و رجح “أن يكون توفر الإنتاج بكثرة في هذه الظرفية بالذات بسبب استمرار وصول دلاح زاكورة إلى الأسواق المحلية إلى جانب المنتوج المحلي؛ ما أسفر عن هذا الوضع الذي قد يكون نتيجة حتمية لغياب التواصل بين الفلاح ومؤسسات التوجيه والاستشارة.
وأشار المزارع ذاته إلى أن الوضع مقلق جدا؛ لأن “الكل كان يراهن على هذا المنتوج قصد تحسين المجال التسويقي الذي تأثر بإجراءات كورونا، ومن أجل أيضا تسديد ديون السقي وتكاليف “الزريعة” والأسمدة وخاصة الأدوية التي ترافق هذا النوع من الزراعة إلى حدود لحظة التسويق.
وأوضح المصدر أن خطورة هذا النوع من الفواكه الصيفية تكمن في كونه لا يقبل التأخير، إذ بمجرد ما يصل إلى مرحلة النضج يكون الفلاح مضطرا إلى تسويقه وفي حالة فشل العملية يكون مصيره هو الكساد. مشيرا إلى أنه واحد من المزارعين الذين نجح في تسويق 4 هكتارات بثمن بخس لا يساوي ثمن الزريعة، فيما يجهل الآن مآل 7 هكتارات أخرى.
ونفى المتحدث “أن يكون تدني سعر الدلاح راجع إلى ما يروج له البعض على أنه مصاب ببعض الأمراض، قائلا إن “تناسل الشائعات حول جودة وسلامة فاكهة البطيخ الأحمر بالموازاة مع بداية تسويقها بات مألوفا”، مشددا على أن “المنتوج يتطابق كليا مع معايير السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وأن تحاليل الأونسا سبق لها أن أثبتت خلوه من الملوثات سواء بقايا المبيدات أو البكتيريا”.
وأكد أنه بالرغم من تكبد المزارعين خسائر فادحة في هذا الشأن، فإن الجهات المسؤولة لم تتدخل نهائيا على الأقل للإنصات للمتضررين وتقييم الخسائر، والنظر فيما إذا كانت هناك بعض الحلول للتخفيف من تعبات الخسائر على مستقبل هذا المنتوج بالمنطقة.