اخبار دوليةسلايدشوسياسةمدارات

الجزائر.. انطلاق التصويت في الاستفتاء على تعديل الدستور

فتحت مراكز الاقتراع في الجزائر أبوابها، الأحد، للتصويت في استفتاء على تعديلات في الدستور ضغط الرئيس عبد المجيد تبون والجيش من أجلها في مسعى لطي صفحة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد العام الماضي.

وانطلق الاستفتاء تحت شعار “نوفمبر 1954 التحرير.. نوفمبر 2020 التغيير”، في إشارة إلى تزامنه مع الذكرى الـ66 لثورة التحرير الجزائرية التي بدأت في الأول من نوفمبر من عام 1954، لتفضي إلى استقلال البلاد عن فرنسا في 5 يوليو من العام 1962.

ويتزامن موعد الاستفتاء الدستوري مع التحذيرات التي أطلقتها السلطات الصحية من خطر موجة ثانية لفيروس كورونا، بعد تسجيل ارتفاع ملموس في معدل الإصابات اليومية خلال الأيام الأخيرة، ما أثار مخاوف من تفشٍ أوسع للوباء بين الناخبين، رغم تطمينات الحكومة باعتماد بروتوكول خاص للوقاية من الفيروس.

ويمكن أن تدفع مخاوف الناخبين من الإصابة بكورونا، إلى تراجع نسب المشاركة في الاستفتاء، خصوصاً بعدما أعلنت الرئاسة الجزائرية دخول الرئيس عبد المجيد تبون الحجر الصحي، ومن ثم نقله لإجراء فحوصات في ألمانيا، عقب تسجيل إصابات وسط كبار المسؤولين في الرئاسة والحكومة.

وسيغيب تبون عن الاستفتاء الذي اعتبره باكورة “الحكم السياسي الراشد”، في بلاد شهدت حراكاً شعبياً معارضاً للسلطة، انطلق في 22 فبراير من عام 2019.

ومنذ اليوم الأول لحملته الانتخابية، وعد تبون بوضع دستور جديد للبلاد ينهي ما أسماه “الممارسات غير الديمقراطية للنظام السابق، ونظام الحكم الواحد”، الذي أبقى الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة رئيساً لمدة 20 عاماً، قبل استقالته في أبريل من العام 2019، تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية.

وبعد أقل من شهر على انتخابه رئيساً للجزائر في 13 ديسمبر الماضي، أعلن تبون في 8 يناير، تشكيل لجنة خبراء لمراجعة الدستور، لكن أعمال اللجنة تعطلت بسبب فيروس كورونا المستجد.

مخاوف وتحذيرات
وانطلقت، الخميس، عمليات التصويت بالمكاتب المتنقلة في جنوب البلاد، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها 11%، بحسب ما نشرته السلطة المستقلة للانتخابات، كما بدأت أيضاً عملية التصويت لدى الجالية الجزائرية في الخارج.

وقال الكاتب الصحفي الجزائري علي بوخلاف لـ”الشرق”، إن “العديد من الجزائريين مترددون من التوجه نحو مراكز الاقتراع، خوفاً من انتشار عدوى فيروس كورونا، خصوصاً أن الإمكانات ووسائل الوقاية اللازمة، ليست متوافرة في جميع المراكز”.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في “جامعة الجزائر” محمد سي البشير، في حديثه لـ”الشرق”، أن “الظرف الصحي الحالي، قد يؤثر في نسب المشاركة في الاستفتاء، لأن الجزائريين متخوفون من موجة ثانية للفيروس”.

“استفتاء آمن”
واستعداداً لاستقبال نحو 24 مليون ناخب، في 13 ألف مركز اقتراع، أكدت الحكومة الجزائية أن الاستفتاء سيكون آمناً، ويعتمد على بروتوكول صحي مستحدث خصيصاً للعملية الانتخابية، لطمأنة المواطنين، ودفعهم إلى المشاركة.

وقال البروفيسور بقاط بركاني، عضو لجنة رصد ومتابعة كورونا، في تصريح لـ”الشرق”، إن “اللجنة عملت على اعتماد بروتوكول صحي يحترم شروط التباعد الاجتماعي، ويلزم بارتداء الكمامة، وغسل اليدين، ما يضمن سلامة الناخبين خلال العملية الانتخابية”.

وكان رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، كشف عن إجراء دورات تأهيلية للموظفين القائمين على عملية الاقتراع، لتوجيه الناخبين خلال هذا الظرف الخاص بالوباء.

انقسام حول الدستور
وتباينت ردود الفعل في الجزائر حول التعديلات المقترحة، ما بين داعم لها ورافض، في حين يدعو نشطاء الحراك لمقاطعة الاستفتاء الدستوري.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى