أخبار الصحراءاخبار المغربسلايدشو

هولندا تتجاوز الخلافات الثنائية وتدعم سيادة المغرب على الصحراء

بين كلّ المواقف الدّولية الدّاعمة لخطوة المغرب الهادفة إلى حمايةِ ترابهِ الوطنيّ، كان لافتًا وقوف الجانب الهولندي الرّسمي مع سيادة المملكة على الصّحراء، بعد عملية الكركرات التي أعادت تشغيلَ المعبر التّجاري الفاصل بين المغرب وموريتانيا، وهو موقف يثير عدّة تساؤلات من حيث دلالاته وتوقيته.

وبدا واضحاً من خلال موقف هولندا أنّها تسعى إلى احتواء الوضع، وعدمِ المغامرة بعلاقتها مع الرّباط، إذ أكّد وزير الشؤون الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، أن الإجراءات التي اتخذها المغرب “تشكل رد فعل على الحصار الذي تفرضه البوليساريو على معبر الكركرات الحدودي”.

وأكد رئيس الدّبلوماسية الهولندية، في معرض إجابته عن سؤال لأحد نواب بلاده، أن “تدخلات الجيش المغربي يوم 13 نونبر هي رد فعل على إغلاق معبر الكركرات الحدودي”.

ويحاول الطّرفان المغربي والهولندي تجاوز الخلاف الذي دام لأكثر من أربع سنوات على خلفية “حراك الرّيف”، إذ سمحت السلطات المغربية في وقت سابقٍ لوفدٍ هولندي يترأسه برلمانيون بزيارة بيت ناصر الزفزافي. وقبلَ ذلك عبّر الجانب الهولندي عن امتنانهِ للتعاون المثمر مع المصالح الأمنية المغربية.

وتبقى منْ أسباب التَّوتر الدبلوماسي بين الرباط وأمستردام قضية طلب تسليم البرلماني السابق سعيد شعو، المقيم بهولندا، والحامل للجنسية الهولندية، الذي تتَّهمُه السلطات المغربية بلعب دور أساسي في شبكات تهريب المخدرات الدولية، بالإضافة إلى ملف “حراك الريف” الذي يتبنّاهُ برلمانيون هولنديون صراحة، وهو ما يزعجُ السلطات المغربية.

ويرى المحلّل السّياسي نوفل البعمري أنّ “موقف الخارجية الهولندية موقف سياسي مرتبط بتطور الوضع الميداني والسياسي بخصوص نزاع الصحراء”، مضيفاً أنّه “يأتي نتيجة وعي مختلف دول العالم وعلى رأسها هولندا بأهمية الحفاظ على انسيابية الحركة التجارية والتنقل البري للمدنيين عبر المعبر”.

ويأتي الموقف الهولندي، حسب البعمري، بعد أن سجّلت الدّولة الهولندية كغيرها من دول العالم “أعمال البلطجة التي قامت بها العناصر التي دفعت بها البوليساريو لقطع الطريق”، مبرزاً أنّ “الصراع اليوم واضح بين من يضع نفسه داخل الشرعية الدولية وبين من وضع نفسه خارجها”.

وشدّد المتحدث ذاته على أنّ “هولندا مهما كانت مواقفها السياسية في بعض القضايا الخلافية مع المغرب، إلا أنها في هذه النقطة، وعندما يتعلق الأمر بتهديد السلم والأمن في المنطقة، وباتجاه الأطراف الأخرى إلى التصعيد وإعلان الحرب، لا بد أن تقف أمام الطرف المسؤول في هذا الصراع”.

واعتبر المحلّل ذاته أنّ “هذا الموقف قد يفتح الباب أمام معالجة مختلف القضايا الخلافية، ويعيد الحوار مستقبلا بين البلدين على أسس أكثر وضوحا، وبتطلع نحو شراكة دائمة”.

المقالات المشابهة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى