بعد محطة تحلية مياه البحر بجماعة اشتوكة أيت باها التي قام جلالة الملك بزيارتها في ختام زيارته التاريخية إلى أكادير اليوم الخميس 13 فبراير الماضي والتسي فاقت نسبة الأشغال فيها 75 بالمائة.
وينسجم إنجاز هذه المحطة مع أهداف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي أطلقه صاحب الجلالة في يناير الماضي، والرامي إلى دعم وتنويع مصادر التزويد بالماء الشروب، ومواكبة الطلب على هذا المورد الثمين، وضمان الأمن المائي، والحد من آثار التغيرات المناخية.
و تطمح هذه المحطة، التي تبلغ مساحتها 20 هكتارا والمتموقعة على مسافة 40 كيلومترا شمال أكادير على موقع ساحلي شمال منطقة الدويرة بجماعة انشادن بالحظيرة الوطنية لسوس ماسة، إلى تلبية حاجيات أكادير الكبير من الماء الصالح للشرب ومياه السقي بسهل اشتوكة.
و يهدف هذا المشروع، الذي يشكل ثمرة شراكة بين القطاعين العمومي والخاص، إلى تزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب نظرا لندرة عرض الموارد التقليدية، والحفاظ على الفرشة المائية (عجز سنوي للمياه الجوفية يقدر بـ90 مليون متر مكعب).
كما يهدف أيضا، إلى تأمين التزويد بالماء الشروب ومياه الري بسهل اشتوكة (15 ألف هكتار)، والحفاظ على النشاط الفلاحي بالجهة، خصوصا الزراعات ذات القيمة المضافة العالية، والاستفادة من خبرة القطاع الخاص.
وفي هذا السياق، و انسجاما مع أهداف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي أطلقه صاحب الجلالة في يناير الماضي، قال عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، إن مدينة الدار البيضاء ستشهد بناء أكبر محطة بإفريقيا لتحلية مياه البحر، وذلك لمعالجة الخصاص المرتقب في الماء الصالح للشرب.
وأضاف اعمارة في جوابه عن أسئلة وتدخلات النواب أعضاء لجنة البنيات الأساسية بمجلس النواب، اليوم الخميس، خلال مناقشة الميزانية القطاعية للوزارة، أن تحلية مياه البحر بدأت في المغرب منذ السبعينيات، ولبلادنا تجربة كبيرة في هذا المجال.
واسترسل، لدينا اليوم من هذه المياه 46 ألف متر مكعب في اليوم، وفي طور الإنجاز حوالي 100 ألف متر مكعب، وفي البرمجة 400 ألف متر مكعب، ليبلغ المجموع المنتظر حوالي 550 ألف متر مكعب.
وأكد اعمارة أن الماء موضوع له راهنية، موضحا أن بلادنا شهدت هذه السنة إطلاق برنامج 20/27، مشددا على أنه ليس من السهل أن نؤرخ اليوم لإطلاق خمسة سدود كبرى، لأن هذا الرقم غير مسبوق.
وذكر المسؤول الحكومي، أن هذه السدود سيكون لها أثر كبير، وكشف أن هناك خمسة سدود كبرى أخرى هامة سيتم إعطاء انطلاقتها السنة المقبلة، وهي جميعا سدود معقدة، موضحا أن هذا البرنامج يروم تدارك النقص المسجل في السدود وفي التزود بالماء.
وبعد أن أبرز اعمارة، أنه من الضروري اليوم تعزيز النجاعة في استهلاك الماء، ومن ذلك استعمال الري بالتنقيط، والذي وصفه الوزير بالأمر المحسوم، ذكر أن تراتبية الماء واضحة، وهي أولا الماء الصالح للشرب، ثانيا الماء الفلاحي، ثم الماء للاستعمالات الأخرى.