تجاهل مجلس الأمن الدولي تطورات نزاع الصحراء المغربية، خلال جدول أعمال شهر دجنبر الجاري؛ وهو ما أثار غضب جبهة “البوليساريو” الانفصالية وجنوب إفريقيا التي تتولى الرئاسة الشهرية الدورية للمجلس.
وكانت جبهة “البوليساريو” تعوّل على إدراج تطورات تحرير معبر الكركرات ضمن جدول أعمال مجلس الأمن؛ لكن الدول الكبرى بالمجلس تجاهلت “البيانات الحربية” للتنظيم الانفصالي، ورفضت فتح نقاش في الموضوع بناء على طلب من جنوب إفريقيا.
وفشلت جنوب إفريقيا في إقناع أعضاء مجلس الأمن بتناول تطورات نزاع الصحراء، وهو بمثابة خيبة أمل جديدة لخصوم المملكة الذين كانوا ينتظرون انتزاع صوت دولي وازن ضد تدخل القوات المسلحة الملكية لتطهير معبر الكركرات من ميليشيات “البوليساريو”.
ويؤكد عدم إدراج مجلس الأمن الدولي لملف الصحراء ضمن أجندته التي تتناول قضايا إفريقية أن منطقة الصحراء المغربية لا تعرف أي توترات تستدعي فتح نقاش دولي، خلافا لما تروّج له جبهة “البوليساريو” والجزائر من مزاعم حول وجود حرب مفتوحة خلف الجدار الأمني العازل.
وبعد فشله في طرح الملف ضمن أجندة دجنبر، دعا جيري ماتجيلا، رئيس مجلس الأمن الدولي الدوري وسفير جنوب إفريقيا، إلى إجراء استفتاء بالصحراء. وقال ماتجيلا إنه “بحلول العام المقبل تكون قد مرت ثلاثة عقود ولم يتم إجراء الاستفتاء. لذا، ينبغي أن نعترف بهذا الأمر، وأننا خذلنا شعب الصحراء الغربية وأرجأنا تقرير المصير أكثر من اللازم”.
واعتبر مندوب جنوب إفريقيا، في ندوة صحافية عقب توليه رئاسة مجلس الأمن، أن قرار إعلان جبهة “البوليساريو” إنهاء وقف إطلاق النار “يشير إلى أن هناك مشكلا ما في خطة التسوية”، مشيرا إلى “الجمود في عملية التفاوض وفي تعيين مبعوث أممي خلفا للرئيس هرست كولر منذ ما يزيد عن حوالي سنة ونصف”.
وأعرب سفير جنوب إفريقيا، في رده على أسئلة الصحافة، عن أمله في تحرك مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة عقب أحداث معبر الكركرات، من أجل الإسراع في إيجاد حل لنزاع الصحراء المغربية.
جدير بالذكر أن العملية السلمية لتحرير معبر الكركرات لقيت دعم أزيد من 40 دولة من كل بقاع العالم؛ وهو ما شكّل صدمة غير مسبوقة لجبهة “البوليساريو” وصنيعتها الجزائر.