رهانات اقتصادية عديدة ينتظرها المغاربة من خطوات إعادة الحياة لعلاقات المملكة بإسرائيل، فأمام تشابك المعطيات بين السياسي والثقافي، يقف الجانب الاقتصادي دون مكاشفة واسعة الانتشار في صفوف متداولي الموضوع.
وتنتظر العلاقات المغربية الإسرائيلية ملفات اقتصادية كبيرة فور انطلاق العملية، خصوصا عبر بوابة التكنولوجيات الحديثة، ثم الصناعات التقليدية، التي يقبل عليها مغاربة إسرائيل بكثرة، نظرا للارتباطات الثقافية المتعددة.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة “إل إسبانيول” إن إسرائيل لها خطط عملية واعدة من أجل تحويل الصحراء إلى مكان قابل للزراعة، إذ تنوي استقدام خطط زراعية عصرية إلى الأقاليم الجنوبية، يراد منها “تخضير الصحراء” بما يضمن بيئة مستدامة.
وأوضحت القصاصة الإخبارية أن إسرائيل نجحت في تحويل صحرائها القاحلة إلى أراضي خصبة منذ عقود، بفضل التقنيات التكنولوجية الحديثة التي طورتها داخل مختبراتها العلمية، بما في ذلك الاستعانة بالري بالتنقيط ومعالجة المياه العادمة.
و من الصعب الحسم في هوية القطاعات التي ستشهد طفرة اقتصادية بعد استئناف العلاقات، لكن السياحة على العموم ستستفيد كثيرا من قدوم المواطنين المغاربة هناك لزيارة بلدهم.
و حسب متحدث، فأن المغرب لم يجرد هؤلاء المواطنين من جنسيتهم، وبالتالي هم أيضا جالية مقيمة بالخارج، معتبرا المزارات والأضرحة مستفيدة أيضا، أسوة بدينامية النقل المباشر بين إسرائيل والمغرب الذي ستستفيد منه “لارام”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “الاستثمارات ستمتد نحو العقار كذلك، خصوصا بسبب الحنين الذي يشعر به هؤلاء تجاه المغرب، وبعده تأتي البيو-تكنولوجي، وهذا المعطى على المملكة الاستفادة منه جيدا لأنها في حاجة إليه بشدة في مجالات الفلاحة”.
وبالنسبة الى المسألة ليست اقتصادية صرفة، بل فيها كذلك الجيوسياسي، “وبالتالي علينا التريث لمعرفة آراء جميع الأطراف، والبداية من الحزب الحاكم بالمغرب”، ثم مضى مستدركا: “رغم هذا التفاؤل فطيلة سبع سنوات من تواجد مكتب الاتصالات هنا لم تكن الاستثمارات كبيرة”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الأمور تتطلب مزيدا من الوقت لحسم التفاصيل، مسجلا في السياق ذاته أن التكنولوجيات المستوردة ستكون حاضرة على مستوى السوق المغربية، وهذا لن يشكل حرجا كبيرا، وزاد: “هناك عوامل متداخلة ستنكشف مستقبلا”.
وشدد بخصوص موازين الصادرات والواردات على أن الإسرائيليين بدورهم ينقبون عن الفوسفاط ومجتهدون في الفلاحة، فضلا عن منافستهم للمغرب في النسيج، معتبرا أن صادرات المملكة ستتراوح بين الصناعة التقليدية (ملابس – ذهب) والمطبخ.