تَسبّب تزويد المغرب، أخيراً، بسيارات رباعية الدفع لمحاربة الهجرة السرية، في رُدود فعل غاضبة داخل الأوساط الإسبانية، خاصة الحرس المدني الإسباني، وحزب “فوكس” اليميني المتشدد المعادي للمهاجرين والمسلمين.
وأفادت صحيفة “OKDIARIO” في تقرير لها، أنّ المدير التنفيذي لبيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، منح عقدًا بحوالي 7 ملايين يورو لشركة “تويوتا” لتزويد المغرب بـ 130 سيارة “لاند كروزر SUV”، وذلك بقيمة 37500 يورو لكل وحدة.
وفي المقابل، تُضيف الصحيفة، اشترت الحكومة الإسبانية للحرس المدني الإسباني أرخص طراز سيارات الدفع الرباعي الذي وجدته في السوق، مدعية أن السيارات “تمت الموافقة عليها” وتفي بـ”الحد الأدنى” المنصوص عليه في العقد الإطاري.
وفي سؤال مكتوب، وجهه فريق “فوكس” البرلماني إلى وزارة الداخلية في مجلس النواب، أعرب الحزب عن انزعاجه الناتج عن شراء مثل هذه السيارات “المنخفضة التكلفة” داخليا في الحرس المدني في في نفس الوقت الذي تم فيه صرف أكثر من 7 ملايين يورو من أجل تزويد المغرب بسيارات “لاند كروزر”.
ورداً على سؤال فريق “فوكس”، أوضحت وزارة الداخلية الإسبانية، أنه تمت الموافقة على نموذج Dacia Duster ضمن الاتفاقية الإطارية رقم 14/2017 للمديرية العامة لترشيد ومركزية المقاولات (DGRCC) وفي النوع الفرعي لـ”All Small Road”.
وأضافت الوزارة، أنّ هذا الأمر يدخل في المنافسة في التقييم النهائي مع بقية تلك المعتمدة في هذا النوع الفرعي، الذي يتم تخصيصه للوحدات المختلفة، وذلك حسب الحاجة، وأن الحد الأدنى من الخصائص التي يتم تقييمها هي تلك التي حددتها DGRCC في اقتناء المركبات للإدارة العامة للدولة في الاتفاقية الإطارية المذكورة أعلاه 14/2017.
ورافق شراء سيارات من نوع “Dacia Duster” جدل داخل الحرس المدني، حيث اعتبر الأخير أن هذا الخيار هو الأرخص في السوق، وذلك بسعر أساسي يبلغ 15000 يورو بالإضافة إلى إضافات معدات الشرطة، حيث يتم توجيه الانتقادات إلى الدرجات الضعيفة التي تتلقاها سيارات الدفع الرباعي في اختبارات السلامة والتي تمنحها ثلاثة نقاط من أصل خمسة نجوم في اختبارات Euroncap.
وقال الحرس المدني، إنّ سيارات “داسيا داستر” هي للاستعمالات اليومية للمواطنين العاديين بالنظر إلى نسبة الجودة والسعر، لكنها لا تصلح لرجال الشرطة أو الحرس المدني اللذان غالبا ما يحتاجان إلى سيارات “غير عادية”، لاسيما في عمليات المطاردة التي تحتاج إلى السرعة.
وأضافت الصحيفة، أن الوجه الآخر للعملة، الذي أدى إلى تضاعف القلق في الحرس المدني، هو سيارات “تويوتا لاندكروزر” 130 الجديدة، التي منحتها الحكومة في فبراير الماضي بمبلغ 4،875،000 يورو (بدون ضريبة القيمة المضافة) وهي مخصصة لقوات الأمن المغربية.
وأوضح المصدر ذاته، أن خمسة شركات تقدمت لهذه المناقصة، أربع منها إسبانية وخامسة مغربية، حيث وقع الاختيار على الشركة المغربية من أجل “تحسينات التصاميم” المقترحة، مثل المقاعد المصنوعة من “قماش رمادي أنثراسيت”، أو “حامل الأكواب” أو “مساند الذراعين للركاب الأماميين”.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن العرض المغربي ساد على عرض (Star Defence Logistics & Engineering) وهي شركة هندسية إسبانية متخصصة في معدات الدفاع والأمن.
وفاز العرض المغربي على شركة (Star Defence Logistics & Engineering) في مجموع نقاط من 100، وذلك بمقدار 0.85 نقطة في تصنيف لجنة الجوائز.
ويتم شراء سيارات الدفع الرباعي هذه من خلال المؤسسة الدولية والأيبيرية – الأمريكية للإدارة والسياسات العامّة (FIIAPP) (FIIAPP).