لفتني عنوان مقال نشرته جريدة “الدستور” للصحفي المصري “خالد حماد” بتاريخ 18 أبريل 2021 تحت عنوان “نساء شارلي شابلن.. سيرة عاشق لفتيات تحت العشرين” ، كشف فيه الكاتب المغربي “عادل آيت أزكاع” اللثام عن زيجات شابلن المتعددة قبل أن ينتهي بزواج رابع ناجح حتى مماته ، وفي مايلي نص المقال:
“يشير كتاب “قصة حياتي” لشارلي شابلن (ترجمة كميل داغر) إلى أنه جاء على لسان شابلن قوله: “لم تثر النساء اهتمامي بتاتا خلال عملي، بل فقط بين فيلمين، حين أكون عاطلا تماما عن العمل، أكون عندئذ قابلا للوقوع في شباكهن” .
” في أميركا عرف شابلن نساء كثيرات فضلا عن أنه تزوج ثلاث زيجات فاشلة، باهتة سرعان ما كانت تنتهي بالطلاق. أما زواجه الرابع، وهو في الخمسينات من عمره، من فتاة لم تتجاوز الثامنة عشرة. بعد سنوات عشر تقريبا على وفاة حبه الأول معشوقته هيتي كيلي، فكان زواجا ناحجا، غمر قلب شابلن بالسعادة والرضى حتى نهاية حياته، لكن هل كان عمر أونا أونيل وحده هو الذي يذكر شابلن بحبه الأول، أم كذلك شبهها العميق بهيتي كيلي؟
لم يكن تعدد زواج شارلي شابلن أمرا مرضيا، ولكن يبدو أن انجذابه للزواج من المراهقات يعود ربما إلى انجذابة لصورة والدته الشابة.
ميلدرد هاريس الزوجة الأولى
ويقول الكاتب المغربي عادل آيت ازكاغ ” صاحب كتاب” الضحك في تجربة قصة حياتي” لـ”الدستور “: من المعروف عن الفنان الكوميدي الإنجليزي الأشهر “تشارلي شابلن”، أنه تزوج في حياته أربع مرات، ارتبط في أولها، خلال ذلك، بنجمة السينما “ميلدرد هاريس” التي كانت في عمر الثامنة عشرة سنة. وقد جلب هذا الزواج على شابلن وضده، غضبا وسخطا عليه من المجتمع الأمريكي نظرا لصغر سن زوجته، الذي كان نفسه، بالإضافة إلى غياب عامل النضج في شخصيتها، سببا في فشل علاقتهما، التي سرد شابلن شيئا من تفاصيلها بطريقة كوميدية ساخرة مُضحكة، نورد منها مثلا، قوله بعدما تزوجها: «هل هذه هي الفتاة التي كنت أريدها؟ لقد كنت في ورطة! فمع أني لم أكن في حالة عشق، كنت أريد فعلا أن أصبح عاشقا وقد تزوجنا!! كنت أريد أن ينجح زواجنا. لكن بالنسبة لميلدرد كان الزواج مغامرة، لم يكن لديها إحساس بالواقع. ولم تكن تسمع كلمة واحدة مما أقوله لها». – ويضيف كذلك معلقا- «كان ما يغيظني حقا أشد الغيظ هو موافقتها المستمرة على كلامي، ثم القيام بالعكس تماما!!».
ليليتا غراي الزوجة الثانية
وبعد هذه التجربة الفاشلة، دخل شابلن في مغامرة أخرى، حيث عقد قرانه على الممثلة السينمائية “ليليتا مكموراي” المعروفة بلقبها المسرحي “ليتا غراي”(16 سنة)، التي دام زواجه بها عامين وأنجب منها طفلين. انفصلا، وجرّ طلاقهما على كليهما عديدا من المشاكل والتهم المتبادلة والهجومات الشرسة من الصحافة، كما زاد الحدث من اضطراب علاقة شابلن بالأمريكيين، هددت بخطورة – أثناءها- صورته كنجم. وقد سردت زوجته الثانية هذه تفاصيل حكاية زواجهما في مذكراتها المنشورة باسمها.
بوليت جودار الزوجة الثالثة
أما المرة الثالثة التي تزوج فيها شابلن، فقد كانت مع نجمة السينما “بوليت جودار“، التي تعلق بها حبا وعشقا، لأنها كانت تشاطره حينئذ أغلب حالات تمرده وجنونه وبوهيميته، خاصة في اللحظات التي اشتدت فيها وحدته وهيمن على نفسيته إحساس عميق بالعزلة والملل والكآبة. وكان حديث شابلن عنها طيبا على العموم، كما يُلاحظ في أوصاف نسبها إليها، كقوله عنها مثلا: «مرحة ومسلية، وكان الرابط بيني وبينها هو الوحدة. كان جدولنا مليئا بالأعمال خلال الأسبوع، كنت لا أزال أفتقد العمل بشدة، فمع بوليت كنت أقوم بكل شيء.. أذهب إلى سباق الخيل، الملاهي الليلية، والحفلات، وكل ذلك لقتل الوقت. لم تكن لدي رغبة في أن أكون وحدي أو في أن أفكر».
لكن بعد مرور عام من زواجهما اتسعت الهوة بينهما، وأرجع شابلن ذلك إلى الشعور بالقلق والتوتر، الذي كان يساوره في ظل بحثه عن قصص وأساليب لتطوير فنه وتجديد عمله،
أونا أونيل الزوجة الرابعة
قبل أن يتزوج الضاحك الساخر، أخيراً، من حبيبته ورفيقة دربه مدى الحياة “آونا أونيل” التي عاش معها قصة مثالية لحبه الأخير، حتى أنه أهدى لها وحدها سيرته الذاتية “قصة حياتي”. وقد كانت ساعة ارتباطه بها كذلك في سن 18، حين طلب يدها وقال لها جملته المشهورة: «تزوّجيني لأتعلم منك كيف أموت، ولكي أعلّمك كيف تعيشين». وكما هو معروف ف”أونا” هي ابنة الكاتب المسرحي الشهير “أوجين أونيل”، الذي تردد كثيرا، بل قل إنه لم يوافق البتة على عقد قران ابنته على رجل مزواج أكثر من مرة، مخافة أن تلقى نفس ما لقيته زوجاته من مصير ديدنه فشل العلاقة ثم الطلاق. لكن توقعاته كانت – لحسن حظه- خارج ما خمّن، بعدما ثبت نقيضه بنجاح زواجهما. ثم لتنجب من شارلي بعد ذلك ثمانية أبناء، عاش بمعيتهم جميعا حياة ممتعة وسعيدة إلى حين مماته. وكان شابلن يردد بصدد ذلك عبارة، يقول فيها مداعبا: «إنه لأمر رائع أن يكون لك أولاد، لأنهم يردونك إلى الشباب!».
متابعة: عبد الرحيم الصالحي