عٌرفت مدرسة سيدي الزوين برسالتها الدينية منذ عقود، كمؤسسة لعبت دورا كبيرا في نشر العلم والمعرفة الدينية وحفظ القرآن الكريم، منذ تأسيسها في عهد السلطان الحسن الأول، في منطقة سيدي الزوين على بعد حوالي 36 كيلومترا غربا من مدينة مراكش.
وفي هذا السياق، قال المشرف على مدرسة سيدي الزوين، مصطفى المسعودي، في تصريحه لـ”فبراير”، إن المدرسة القرآنية “تأسست في عهد الولي الصالح محمد بن محمد بن علي الملقب بالزوين، وهو مؤسس المدرسة العتيقة سنة 1246، والتي أصبح يزخر بها الموروث الديني والحضاري بالمغرب”.
وأضاف المسعودي خلال حديثه أن المدرسة “حظيت بعناية فائقة من لدن الدولة العلوية، فقد زارها السلطان مولاي الحسن الأول، مشيرا، أنها “نالت عناية خاصة في عهد الحسن الثاني والملك محمد السادس، وذلك باعتبارها من بين المدارس القليلة في العالم الإسلامي التي تدرس قراءات القرآن السبع والعشر”.
وتابع المتحدث ذاته، أن المدرسة تهدف إلى “تكوين فقهاء وحفظة يملكون ثقافة زمانهم المعاصر كاللغات والرياضيات والتاريخ الذي يمكن من معرفة الماضي والحاضر لبناء المستقبل المنشود”.
وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة حظيت “بعناية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مند الاستقلال، حيث عملت على إصلاحها، وتوسيعها في بداية الستينات من القرن الماضي ببناء جناح يضم 20 غرفة بالإضافة إلى المرافق الأخرى، وعززت هيئة التدريس بمجموعة من الأساتذة، للإشراف على عملية تحفيظ القرآن الكريم، وتدريس المواد الشرعية، واللغوية الموازية، مع تخصيص مكافأة تشجيعا لهم على العطاء المتواصل”.
وتتركز الدراسة بمدرسة سيد الزوين على “كتاب الله حفظا وتجويدا حيث تتوزع الدراسة بها على الشكل الآتي، في الطور الأول، ومدته أربع سنوات: ويهتم فيه بتحفيظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، بمعدل 15 حزبا في السنة. والطور الثاني : مدته ست سنوات مقسمة إلى ثلاثة مستويات”.